من الآثار التي ينبغي أن يترفع عنه متعلم القرآن ومعلمه اتخاذ القرآن وسيلة للتكسب، من ذلك اشتراطه المال للتعلم أو التعليم. والانقطاع عن التعلم أو التعليم بانقطاع المال.
وأخذه الأجرة على القراءة في المحافل التي يطربون الناس فيها، ويصيحون طربًا عند سماع آيات الوعيد والتخويف.
والتخنث في اللباس من الأمور التي لا تليق بقارئ القرآن الكريم، قال الله تعالى : ؟إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً؟ (المزمل: ٥).
فهو ثقيلٌ في وزن الثواب، وثقيلٌ في التكاليف، وثقيلٌ تنزله على رسول الله صلى الله عليه وسلم(١).
إلى غير ذلك من الأمور التي لا تليق بحامل كتاب الله تعالى، من التلبس بالمعاصي الظاهرة، أو المجاهرة بها.
خاتمة
الحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات، وبعد:
فلقد فرغتُ من إعداد هذا البحث من خلال معايشتي لكتاب الله تعالى، وحلقات تحفيظ القرآن الكريم متعلمًا ومعلمًا.
وها أنذا أضع القلم رجاء أن أكون قد قمت بشيء من الواجب تجاه هذه الحلقات التي هي مدرسة التربية الأولى لإخراج الأجيال الإسلامية التي تتربى على كتاب الله تعالى ومعانيه.
وقد ذكرتُ اثنا عشر أثرًا تربويًا وخُلقيًا على الفرد بتعلمه للقرآن الكريم.
وأتبعتها بذكر ثمانية آثار تربوية وخُلقية لتعلم القرآن على المجتمع، ثم ختمتُ ذلك بذكر قواعد وأصول في هذا الشأن بلغت ستًّا تدّل عليها.
ومن أهم التوصيات التي أختم بها هذا البحث :
الاختيار الجيّد من قبل القائمين على إدارة حلقات تعليم وتحفيظ القرآن الكريم للمعلمين الذين يجيدون المزج بين تعليم حروف القرآن وإيصال معانيه للتلاميذ.
تنظيم تقارير دوريّة لأولياء أمور التلاميذ الهدف منها ربطهم بهذه الحلقات، وجذب اهتمامهم بها.
إيجاد مرشد طلابي يهتم بشؤون الطلاب، لمعرفة أسباب تأخرهم في التعلم والحفظ، ومحاولة إيجاد الحلول لها.

(١) انظر: أضواء البيان (٨/٣٥٨).


الصفحة التالية
Icon