دَخلتُ المسجد فإذا الناس يخوضون في الاحاديث، فدخلتُ على عليّ فقلت: يا أمير المؤمنين، أما ترى الناسَ يخوضونَ في الاحاديث؟ فقال: أوقدْ فَعلوها ؟، قلت: نعم، قال: أما إنيّ سَمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه يقولُ: إنها سَتَكونُ فِتَنٌ، قلتُ: فما المَخرجَ منها يار سولَ الله ؟ قال: كِتابُ الله كتابُ الله فيه خَبر ما قبلكم، ونبأُ ما بعدكم، وحُكْمُ ما بينكم، هُو الفَصْلُ ليسَ بالَهْزلِ، هُو الذي لا تزيغُ بِه الأهواءُ، ولايشبعُ منه العلماء، ولا يَخْلَقُ عن كثرة ردٍّ، ولاتنقضي (١) عجائِبُه، هو الذي مَنُ تَركَهُ مِنْ جبارٍ قَصَمَهُ الله، ومَنْ ابتغى الهُدى في غَيرهِ أضلّهُ الله. هُو حَبلُ اللهِ المَتين، وهو الصِراطُ المستقيم، هو الذي مَنْ عَمِلَ به أُجِر، ومن حَكَمَ به عَدَل، ومن دَعا اليه دَعا إلى صراطٍ مستقيم (٢).
(٢) سنن الدارمي ٢/٤٣٥، سنن الترمذي ٥/١٥٨-١٥٩، مجمع الزوائد ٧/١٦٤، فضائل القرآن لابن كثير ١٠.