... ثم انتقل الى فئة اخرى من الأبواب جمع فيها ما يخصّ كيفية قراءة القرآن فأبتدأ بذكر ما جاء من الحديث والأثر في الحث على تعلم الإعراب وذم اللَّحن، ثم ذكر صفة قراءة رسول الله ﷺ وأصحابه وما يستحب من تزيين الصوت بالقرآن، وأنواع القراءة من حَدر وتَرتيل وتحَقيق، وانتقل الى أمر اللحن الخفيِّ وهو باب دقيق ذكر فيه ما قد يقع للقراء من الخطأ في إخراج الحروف من مخارجها إخراجاً صحيحاً في حال الإفراد والتركيب، ودعاه ذلك الى الحديث عن مخارج الحروف وتحديدها وذكر صفاتها وأسمائها.
ثم انتقل الى القُرّاء فَتَحدّث عمّا ينبغي لهم وما لا ينبغي فذكر في آدابهم وأخلاقهم ما جاء من الحديث و الأثر، ثم ذكر السبب الذي من أجله اجتمعتْ الامة على القراء المعروفين، ثم ذكر أسانيدهم والروايات والطرق التي أخذ بها القّراء.
حتى إذا فرغ من هذه الأبواب انتقل إلى ما يتعلق بأُصول القراءة، فذكر الاستعاذة ومعانيها، والبسملة وأحكامها، والتأمين وما يتعلق به، والتكبير ومواضعه، وسجدات التلاوة ومواقعها، وأحكام الإدغام والتبيين، والإشمام، وتَحقيق الهمز وتلييّنه، و أحكام التقاء الهمزتين مع اختلاف مواضعهما، والإمالة والتضخيم، و السَّكت والتمكين، والمدّات ومقاديرها، وياء الإضافة حركتها وحكم إثباتها أو حذفها من خط المصحف، ثم ختم بموضوع الوقف و أحكامه و كيفيته مع اختلاف الموقوف عليه.
ويلاحظ هنا أنَّ الأندرابي لم يهمل موضوعاً في أصول القراءة، فجاء بها وافية مكتملة، وانساقت أبوابه منتظمة وفق منهج يمكن أنْ نلخصَ ترتيبه في :
١- نزول القرآن وما يتعلق به.
٢- تدوين القرآن، وما يتعلق بالمصحف.
٣- قراءة القرآن، وما يتعلق بها.
٤- القُرّاء وأسانيدهم، وما يتعلق بذلك.
٥- أصول القراءة.