و مثل البُخْل و البَخَل، والكَبِد و الكَبْد، و مَيْسَرة و مَيْسُرة (١)، و مثل قول بعضهم: حَسِب فلان يحسِب بكسر السين في المستقبل، و قول بعضهم: يحسَب بفتحها، و من ذلك كَسْرُ مَنْ كَسَرَ أول الفعل المضارع فقال: نِعلم و إعلم و نحو ذلك (٢)، و منه إشمام بعضهم الضمة في قوله: (و إذا قُيل لَهُم ) ]البقرة١١[، ( و غُيِضَ المَاءُ ) ]هود٤٤[ ونحوه.
الوجه السادس: اختلاف الإعراب، من نحو قول الهذلي: ما زيدٌ حاضرٌ، قال الله: (ما هَذا بَشَراً ) ]يوسف ٣١[، و قال ابن مسعود على لغة هذيل: ( ما هَذا بَشَرٌ ) (٣)، و قد ذُكر من لغة بلحارث بن كعب أنهَّم يقولون: مررتُ بالرجلان، و قبضتُ منه درهمان، و جلستُ بين يداه، و ركبت علاه (٤) و أنشدوا:
فأطرقَ إطراقَ الشجاعِ و لو يَرى مَساغاً لناباهُ الشجاع لَصمَّما
وفي القرآن: ( إنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ ) ]طه٦٣[
الوجه السابع: هو إشباع الصوت بالتفخيم والإظهار، أو الإقصار به بالإضجاع و الإدغام، و أكثر الاضجاع في تميم، و لغة الحجاز على التفخيم (٥)، و قد روي عن زيد بن ثابت أنَّه قال: نَزَل القرآنُ بالتَفخيم، وإنما أراد عندنا بذلك في العرض الذي عرضه عليه رسول الله – صلَّى اللهُ عليه – أو على أُبيّ بن كعب، و ذلكَ أنّه لو لا أنّ رسولَ الله – صلى الله عليه – قد كان يميل في بعض الأوقات إذا قرأ لم يكن ليستعملَ الإمالةَ في القرآن جماعةٌ (٦) الأئمة، و لم تكتب المصاحف بالياء في أمثال ( و الضُحَى. و اللَيلِ إذَا سَجَى ) ]الضحى١-٢[ ونحو ذلك، ولكن التفخيم أعلى و أشهر في فصحاء العرب و هو الأصل و الإمالة داخلة عليه.

(١) ينظر: المخصص ٤/٢٢٠-٢٢١
(٢) ينظر: المخصص ٤/٢١٦.
(٣) ينظر: الجامع لأحكام القرآن ٩/١٨٣.
(٤) ينظر: شرح الكافية ٢/١٧٢، مغني اللبيب ١/٣٨.
(٥) فضائل القرآن لأبي عبيد ٢/١٨٠، الموضح في الفتح و الإمالة ٣ظ.
(٦) مقدمة كتاب المباني ٢٢٨.


الصفحة التالية
Icon