وقال الإمام الأصولي الفقيه المحدث المقرئ شيخ الإسلام زكريا الأنصاري المتوفى سنة (٩٦٢هـ )(١): (( (و) ندب (ترتيل) له، قال تعالى: ﴿ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً ﴾ ؛ ولأن قراءته - ﷺ - كانت مرتلةً؛ ولأنه أقرب إلى التوقير، وأشد تأثيراً في القلب؛ ولهذا يندب الترتيل للأعجمي الذي لا يفهم معناه)).
وقال الشيخ العلامة الفقيه سليمان الجمل(٢): ((ويسن ترتيل القراءة: أي التأني فيها فإفراط الإسراع مكروه، وحرف الترتيل أفضل من حرفي غيره. فنصف السورة مثلاًَ مع الترتيل أفضل من تمامها بدونه، ولعل هذا في غير ما طلب بخصوصه: كقراءة الكهف يوم الجمعة، فإن إتمامها مع الإسراع لتحصيل سنة قراءتها أفضل من بعضها مع التأني)).
وقال الإمام المفسر المحدث السيوطي المتوفى سنة (٩١١هـ)(٣): ((يسن الترتيل في قراءة القرآن، قال تعالى: ﴿ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً ﴾ )).
رابعاً: في المذهب الحنبلي:
قال الإمام الأصولي الفقيه موافق الدين عبد الله المعروف بابن قدامة المتوفى سنة (٦٢٠هـ)(٤): ((يلزمه أن يأتي بقراءة الفاتحة مرتبة مشددة، غير ملحون فيها لحناً يحيل المعنى)).
(٢) في ((فتوحات الوهاب بتوضيح شرح منهج الطلاب)) لزكريا الأنصاري(١: ٤٠١).
(٣) في ((الإتقان في علوم القرآن))(١: ٢٨٢).
(٤) في ((المغني))(١: ٢٨٦).