قال السيوطي في الإتقان :
منها : التقرير، وقد قيل الكلام إذا تكرر تقرر، ( وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون، أو يحدث لهم ذكرا).
منها : التأكيد.
منها : التنبه على ما ينفي التهمة ليكمل الكلام بالقبول، ومنه تكرار ( يا ) في قصة مؤمن آل فرعون.
منها : إذا طال الكلام وخشي تناسي الأول، أعيد ثانية، تطرية له، وتجديدا لعهده، ( إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة ثم تابوا من بعد ذلك وأصلحوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم ).
منها التعظيم والتهويل : الحاقة ما الحاقة.
منها : تعدد المتعلق، بأن يكون المكرر ثانيا متعلقا بغير ما تعلق به الأول، وهذا القسم يسمى بالترديد، كقوله تعالى( الله نور السموات والأرض، مثل نوره كمشكاة فيها مصباح، المصباح في زجاجة، الزجاجة كأنه كوكب دري ) ومنه قوله تعالى ( فبأي آلاء ربكما تكذبان ) فإنها وإن تكررت نيفا وثلاثين مرة، فكل واحدة تتعلق بما قبلها، ولهذا زادت على ثلاثة، ولو كان الجميع عائدا إلى شيء واحد، لما زاد على ثلاثة، لان التأكيد لايزيد عليها.
فصل
قال السيوطي في الإتقان : أخرج السلفي في المختار من الطيوريات، عن الشعبي قال : لقي عمر بن الخطاب ركبا في سفر فيهم ابن مسعود، فأمر رجلا يناديهم من أين القوم، قالوا أقبلنا من الفج العميق، نريد البيت العتيق، فقال عمر إن فيهم لعالما : وأمر رجلا أن يناديهم أي القرآن أعظم، فأجابه عبد الله : الله لا إله إلا هو الحي القيوم، قال : نادهم أي القرآن أحكم، فقال ابن مسعود : إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، قال نادهم أي القرآن أجمع، فقال : فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره، فقال نادهم أي القرآن أحزن، فقال : من يعمل سوءا يجز به، فقال نادهم أي القرآن أرجى، فقال قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم.. الآية، فقال أفيكم ابن مسعود قالوا نعم.
أخرجه عبد الرزاق في تفسيره بنحوه.