وقد جمعت كتابا مسندا فيه تفاسير النبي والصحابة فيه بضعة عشر ألف حديث، ما بين مرفوع، وموقوف وقد تم، ولله الحمد في أربع مجلدات، وسميته ترجمان القرآن، ورأيت وأنا في أثناء تصنيفه النبيّ ـ ﷺ ـ في المنام في قصة طويلة تحتوي على بشارة حسنة ٢/
٢٣٥
وقال السيوطي في كتابه قطف الأزهار في كشف الأزهار (وبعد فإن الله سبحانه، وله الحمد قد منَّ عليَّ بالنظر في علوم القرآن وحقائقه، وتتبع أسراره ودقائقه، حتى صنفت في تعليقاته كتباً شتى، منها التفسير الملقب (ترجمان القرآن) وهو الوارد بالإسناد المتصل عن رسول الله ﷺ وأصحابه الذين شاهدوه وتلقوا منه الوحي والتنزيل، وسمعوا منه التفسير والتأويل، وقد تم - ولله الحمد - في خمس مجلدات، وهو مستوعب لغالب آيات القرآن من غير أن أذكر فيه شيئاً عن التابعين، ولا من بعدهم، وهذا لعمري هو التفسير، فإنّ الكلام في معاني القرآن ممن لم ينزل عليه ولا سمع من المنزل عليه، إنما هو رأي محض، فإن كان موافقاً للقواعد فهو التأويل، وإن خرج عنها وأخطأ المراد فتحريف وتبديل... ولما كان هذا التفسير المشار إليه نقلاً محضاً، ليس فيه إعراب، ولا سرّ بياني، ولا نكتة بديعية، ولا استنباط حكم إلاّ نادراً أردفته بكتب في ذلك لتكون كالتتمة له، ويحصل بها تمام ما يراد من كتب التفسير، فأجل ما وضعت من ذلك : كتاب الإتقان في علوم القرآن، وهو كالمقدمة لمن يريد التفسير، وأكثره قواعد كلية، وفيه من الفوائد ما لم يجتمع في غيره... ) ص ٨٩
وهذا الكتاب الذي هو ترجمان القرآن مفقود، لم يطبع وإنما الذي طبع هو الدر المنثور وهو اختصار ترجمان القرآن، حيث حذف منه الأسانيد،
فصل :
قال ابن الصلاح : وحيث رأيت في كتب التفسير، قال أهل المعاني، فالمراد به مصنفو الكتب في معنى القرآن، كالزجاج، والقراء، والأخفش، وابن الأنباري أهـ. الاتقان ١/١٤٩