وإيفاءً للدَّين الذي علينا - أهلَ القراءات - لعلمائنا وكبار علمائنا ممن لهم مشاركة في علوم أخرى لا تقلّ في جانبها عن علم القراءات، كتبت هذا البحثَ، غرضي الأساس منه هو بيان مكانة هذا العالم الجليل في جانب لم يشتهر به عندنا مع أنَّه كانت له صولة فيه بين أهل عصره.
هذا الجانب هو ((علم التفسير)) حيث وجدت له رحمه الله ((رواياتٍ)) كثيرة مسندة منه إلى النبي - ﷺ - أو إلى الصحابة أو التابعين أو مَن بعدهم، وذلك في كتابه "المكتفى في الوقف والابتدا".
ولما كان أهمّ أقسام التفسير هو ((التفسير بالمأثور)) وهو الذي عن النبي - ﷺ - وصحابته باتفاق بين العلماء، وعن التابعين بخلاف ضعيف عندهم، أحببت أن أُظهر ((الداني مفسراً)) من خلال مروياته في كتابه المذكور، مكتفيًا بما رواه مُسنداً إلى النبي - ﷺ - أو الصحابة أو التابعين، تاركاً ما ذكره أو نَسَبَه غير مسندٍ له، فلم أدخله في هذا البحث، وسميته:
((الداني في مفسراً من خلال كتابه "المكتفى في الوقف والابتدا)).
هذا وقد قسّمت البحث إلى: مقدمة، وتمهيد، وفصلين، وخاتمة، وفهارس عامة.
أما المقدمة: فذكرت فيها سبب الموضوع.
وأما التمهيد: وهو مدخل للبحث وفيه مطلبان:
المطلب الأوَّل: تعريف التفسير لغةً واصطلاحاً.
المطلب الثاني: أقسام التفسير.
الفصل الأوَّل: التعريف بالداني ومنهجه في التفسير من خلال كتابه "المكتفى" وفيه مبحثان:
المبحث الأوَّل: تعريف الداني بإيجاز وفيه أربعة مطالب:
المطلب الأوَّل: اسمه وكنيته ولقبه ومولده.
المطلب الثاني: نشأته وطلبه للعلم ووفاته.
المطلب الثالث: شيوخه في التفسير في كتابه "المكتفى".
المطلب الرابع: مكانته في التفسير.
المبحث الثاني: منهجه في التفسير من خلال كتابه "المكتفى": وفيه أربعة مطالب:
المطلب الأوَّل: اعتماده على يحيى بن سلاَّم.
المطلب الثاني: تنوّع المادة التفسيرية عنده.


الصفحة التالية
Icon