وهذا النوع هو المصدر الثالث من حيث الصحة لتفسير القرآن الكريم، ولكن بشرط الصحة عنهم - رضي الله عنهم -، فلا عبرة بالموضوع والمكذوب عليهم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية(١) رحمه الله: وحينئذٍ إذا لم تجد التفسير في القرآن ولا في السنة رجعت في ذلك إلى أقوال الصحابة، فإنّهم أدرى بذلك؛ لما شاهدوه من القرآن، والأحوال التي اختصوا بها، ولما لهم من الفهم التام والعلم الصحيح، لاسيما علماؤهم وكبراؤهم، كالأئمة الأربعة الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين، وعبد الله بن مسعود. اهـ(٢)
وقد روى الإمام الداني في كتابه هذا "المكتفى" ((ستاً وعشرين)) مرويةً عن تسعة من الصحابةِ - رضي الله عنهم - وهم كالتالي، مرتبون حسب الأكثرية في المروي عنهم عنده رحمه الله:
١- ابن عباس: ((خمس عشرة رواية))(٣).
٢- ابن مسعود: ((ثلاث روايات))(٤).
٣- علي: ((روايتان))(٥).
٤- أبو بكر، وعمر، وأبو هريرة، وأنس، وعائشة، وأسماء: ((رواية واحدة)) عن كل واحد منهم(٦).
ويلاحظ هنا:
١- أنَّ بعض هذه الروايات عن الصحابي نقلها عنه صحابي آخر وليس تابعي كما في رواية عمر - رضي الله عنه - حيث ذكرها الداني بسنده إلى أنس بن مالك قال: قال عمر: قلت يا رسول الله... الخ، فهي من رواية الصحابة بعضهم عن بعض(٧).

(١) - هو: أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام، من كبار أئمة العلماء، شهرته تُغني عن تعريفه هنا، (ت: ٧٢٨هـ). انظر: تذكر الحفاظ: ٢/١٤٩٦.
(٢) - مقدمة أصول التفسير: ٩٥.
(٣) - انظر: المكتفى: ١٨٢، ١٨٥، ١٩٥، ٣٠٣، ٣٢٦، ٣٧٣، ٤٠٦، ٥٠٣، ٥٤٠، ٥٤٤، ٦٠٧، ٦٢٤، ٦٣٤، ٦٣٥.
(٤) - انظر الصفحات: ٢٥٦، ٢٨٨، ٥٢٨.
(٥) - انظر الصفحات: ١٨٨، ٥٣٠.
(٦) - انظر المكتفى على التوالي: ٣٠٧، ١٧٤، ٢٢٦، ٢٠٨، ٦٣٢، ٦٤١.
(٧) - انظر: المكتفى: ١٧٤.


الصفحة التالية
Icon