وبنظرة راصدة في واقع القراءات القرآنية، على ألسنة التالين بها إلى كيفيات أداء الكلمات والحروف القرآنية المتنوعة، تتوارد الوجوه المتعددة متفقة تماماً مع اللغة العربية، حتى في استعمالاتنا المعاصرة الأخرى، مما يقطع بانعدام المشاكل اللغوية المزعومة، إلى يومنا هذا، فضلاً عن التيسير والسعة، كما أراد الله سبحانه بكلامه المعصوم.
ومن جهة أخرى يتهم غولد زيهر المسلمين جميعاً وفي مقدمتهم صدور الصحابة وكتاب المصحف بالغفلة والسكوت على الخطأ بقوله(١): ((إن النص المتلقى بالقبول يعتمد على إهمال الناسخ.. وفي المواضع التي تبدو فيها مفارقات نحوية يجب النظر إليها على أنه خطأ كتابي وقع فيه ناسخ غير يقظ. وفي وقت متأخر فقط اجتهد الذكاء وحدة الذهن في قواعد العربية لتسويغ صحة المواضع المشار إليها من جهة العربية.. أما المدرسة القديمة فلم تحاول ذلك بل آثرت أن تبقي نص الوحي على ما يعتوره من مآخذ،.. وحصل العمل بنفس هذه الوجهة من النظر في مشكلات نحوية أخرى)) كما يراها غولد زيهر ويعد منها موضعين – من القراءات المتواترة(٢) – خطأ لغوياً يرجع إلى السهو والغفلة، سكتت عنهما المدرسة القديمة، معتمداً على روايات باطلة مردودة بما أجمع(٣) عليه المسلمون في خط المصحف وقراءاته المتواترة، وموافقتها للغة العربية من حيث يجهل – أو يعرف ويتعمد – غولد زيهر ومعه المستشرقون.
(٢) هما الآية ١٦٢ من سورة النساء، والآية ٢٧ من سورة النور.
(٣) انظر: القراءات في نظر المستشرقين والملحدين، الشيخ عبد الفتاح القاضي، ص ١٧٢-١٧٧.