وتؤثر المراحل العمرية للمجتمع القرآني في طبيعة المنهج المعد لهم. فالدارسون في المرحلة الابتدائية يختلف منهجهم القرآني عن طلاب المرحلة الثانوية. كما أن الدارسات في المرحلة المتوسطة يختلف منهجهن عن طالبات المرحلة الجامعية. وذلك لأن لكل مرحلة تفكيرها واهتمامها وميولها، وبالتالي فإن النصائح والإرشادات الموجهة إليهم تختلف اختلافاً كبيراً، وعلى سبيل المثال فإن المعلم الذي يشرح تفسير سورة الفاتحة يختلف أسلوبه وعباراته وأمثلته بحسب أعمار و مستويات الطلاب الذين أمامه.
ومن تطبيقات هذه القاعدة التربوية أن يتجنب المسئولون في المؤسسات القرآنية تجميع طلاب من مراحل عمرية مختلفة في فصل واحد، وأن يحرصوا على تخصيص معلم مؤهل لكل مرحلة عمرية. وهذا الأسلوب أدعى لحسن توجيه الدارسين وإرشادهم، وأدعى لثباتهم في الحلقات، وعدم تسربهم منها.
٤ - العادات والتقاليد والأعراف ومنهج تعليم القرآن
تحرص المجتمعات على نقل تراثها الثقافي إلى الأجيال الجديدة، كي تقوي من تماسكها، وتستقل بشخصيتها، وتحافظ على هويتها. وتعتبر العادات والتقاليد والأعراف من ضمن هذا التراث. وفيما يلي التعريفات التي توضح الفروق بين هذه الكلمات، كما أوردها عبدالله الرشدان :
أ - تعرف العادة بأنها :" أنماط من السلوك التي تنتقل من جيل إلى جيل، وتستمر لفترة طويلة حتى تثبت، وتستقر، وتصل إلى درجة الاعتراف الأجيال المتعاقبة بها "(١).
ب - التقاليد هي :" ممارسات اجتماعية مكتسبة، يكتسبها الفرد من المجتمع الذي تربى وعاش فيه، وهي أشكال من السلوك والتصرفات الجماعية، لها مكان القداسة لدى أفراد مجتمع معين، لأنها في نظرهم الأفعال التي تحفظ هيبتهم، وتمنحهم العزة والاعتبار في المجتمع الذي يعيشون فيه "(٢).

(١) - علم اجتماع التربية، ص١٣٩
(٢) - المرجع السابق، ص١٤٧


الصفحة التالية
Icon