ومن ناحية أخرى، فإنه يصعب حجز الثقافات الأخرى عن الوصول إلى المجتمع الإسلامي عبر وسائل الإعلام المختلفة، ولكنه يمكن للتربية أن تزود المتربين بالحصانة اللازمة لفحص الأفكار الوافدة لاستقبال المفيد و درء المخاطر.
وفي خضم هذه التأثيرات يظهر دور المراكز القرآنية عموماً وحلقات التحفيظ خصوصاً في تربية الأجيال، ودورها في إبراز المفاهيم الصحيحة والتوجيهات التربوية المقتبسة من القرآن الكريم، والتي تضبط تصرفات المتعلمين.
وفي التعامل مع وسائل الإعلام لا بد للمنهج القرآني أن يقوم بواجب التخلية والتحلية، أي تخلية أذهان المتعلمين من السلبيات التي يبثها الإعلام السلبي، والتحلية بتزيين المتعلمين بالفضائل القرآنية والآداب النبوية.
ومن متطلبات منهج تعليم القرآن أن يستفيد من الوسائل الإعلامية سواءً كانت مسموعة، أو مقروءة، أو مرئية، والتي تكون في متناول استفادة الطلاب والمعلمين، أو تكون قريبة جغرافياً من المؤسسة القرآنية، ومن أوجه الاستفادة منها ما يلي :
- اختيار الطلاب المتميزين للمشاركة في برامج التلاوات القرآنية التي تنشر عبر تلك الوسائل.
- إعداد برامج قرآنية متنوعة، بمشاركة من طلاب الحلقات وأساتذتهم، ومشرفيهم.
- الإعلان عن أنشطة تلك المؤسسة القرآنية، وبيان دورها في خدمة المجتمع.
- حث أفراد المجتمع للمشاركة في أنشطة المؤسسة القرآنية، ودعمها مادياً ومعنوياً.
وهناك برامج إعلامية تختص بتحسين التلاوة، أو تعليم التجويد، أو تفسير آيات من القرآن، وهذه البرامج يمكن أن تكون جزءاً من المنهج، وذلك بأن يحث الأستاذ تلاميذه على متابعة تلك البرامج لتحسين أدائهم، وزيادة استيعابهم لما يتعلموه ٠