ففي بعض البيئات يندر وجود المؤهلين لتدريس القرآن، فيكون هدف المنهج في هذه الحالة هو تخريج معلمين لديهم قدر محدود من الحفظ، مع توفر القدر الكبير من الإتقان. وفي البيئات التي يكثر فيها خريجو الحلقات القرآنية، يركز المنهج على تخريج مؤهلين لديهم قدر أكبر من الحفظ والإتقان، وتحصيل عدد من الدورات التأهيلية مثلاً، والحصول على إجازات في التلاوات والقراءات.
والمجتمع بحاجة إلى أن يكثر حفاظ القرآن بين جنباته، وأن يزداد إقبال الطلاب على القرآن وعلومه حتى يكثر الخير والهدى في مؤسساته، لذلك لابد من زيادة اهتمام التلاميذ، وتوضيح أهداف التعلم، وتوضيح الفوائد التي يجنيها المتعلم من الالتحاق بتلك المراكز القرآنية، وإذا كانت الأهداف تلبي رغباتهم و دوافعهم أمكن تعزيز التعليم، وخير الدوافع وأحسنها هو ما ارتبط بحاجات الدارس وسعى تلقائياً نحو تحقيقها. وإن من واجب المنهج أن يذكر الدارسين بالهدف من تعلم القرآن، والهدف من التلاوة أو الحفظ أو التفسير أو غير ذلك، لكي تزداد نتائجه وتبرز آثاره. و يمكن للمعلم أن يطلب من كل منهم كتابة الثمار المرجوة من التعلم ومناقشتها سوياً.
والقرآن الكريم، والسنة النبوية مليئةٌ بالنصوص التي تحث على تعلم القرآن، وجميع ما يتعلق به من العلوم والمعارف، وهذه من الأمور التي تحث على تحريك الدوافع النفسية لبلوغ الدرجات العليا في الدنيا والآخرة. كما أن سير السلف الصالح تبين كم رفع الله بهذا الكتاب أقواماً، وجعلهم من القدوات والأعلام التربوية التي اقتدى بها الكثيرون، ليس من عاصرهم فقط ولكن من أتي بعدهم أيضا.