والعوامل الاجتماعية ذكرها مرعي والحيلة ضمن العموميات المكونة للثقافة، والعموميات هي المكونات الثقافية للمجتمع، وهي :"التي يشترك فيها جميع أفراد المجتمع الناضجين، وتشمل الأفكار، والعادات، والتقاليد، وأنماط السلوك ومصطلحاته، واللغة التي يتكلمها ويكتبها الناس، وطرق التحية وأنواعها، وأنواع المأكولات، والملابس، والمنازل، والأنماط الأساسية للعلاقات الاجتماعية، ونوع الولاء والطاعة والاحترام، والتوقعات السلوكية بين الصغار والكبار، وبين النساء والرجال، والقيم والاتجاهات الموجهة لسلوكهم "(١).
أهمية العوامل الاجتماعية للمنهج
لكل مجتمع خصائص وسمات وثقافة تميزه عن غيره من المجتمعات، وهذا الاختلاف يؤثر حتماً على طبيعة الحياة الاجتماعية التي يعيشها أفراد ذلك المجتمع. والمنهج الدراسي الجيد يراعي هذه الخصائص، ويتأقلم مع متطلبات أفراد المجتمع وحاجاتهم. ولا بد من أن يضع مخططوا المناهج المحددات الثقافية بالتفصيل، ويدرسوا أثر كل منها في عملية التربية، ويحددوا المفاهيم والمبادىء المناسبة لتحقيق التوازن الاجتماعي، " وعندما يفهم المربون الجو الاجتماعي الذي يعيش فيه التلاميذ، والمؤثر في عملية التنشئة الاجتماعية لديهم، وتشكيلهم، وتطبيعهم، يجب أن توضع المناهج وفقاً لظروف حياة الناشئة "(٢).
وعلى واضعي المناهج مراعاة هذه المحددات عند التخطيط، لكي ينشأ المتربي مرتبطاً بالنظام الاجتماعي الذي يعيش فيه، ويستفيد من الموارد المتاحة التي تعينه على تنمية شخصيته، وتعزيز هويته، وتطويره نحو الأفضل.
العوامل الاجتماعية المؤثرة في بناء منهج تعليم القرآن

(١) - المناهج التربوية الحديثة، ص٢٠٢
(٢) - علم الاجتماع التربوي بين التأليف والتدريس، ص١٢٣


الصفحة التالية
Icon