ويتفكروا فِي عجائبه فَضرب هَذَا الْمثل فَدلَّ بِهِ أَن من لم يفهم عَنهُ مَا أنزل فِي كِتَابه أَن قلبه أقسى من الْحجر الْأَصَم وَأَن مَا فِيهِ تتصدع الْجبَال لَو فهمته خشيَة للمتكلم بِهِ يعظم بذلك قدره وقدرنا فِيهِ وَيبين لنا أَن الْقُلُوب تخشع لفهمه وَتخَاف الله وَجل وَعز لعقلها مَا أخبر بِهِ وَأخْبرنَا أَن الْجبَال الرواسِي لَو أنزل عَلَيْهَا كَلَامه لتصدعت خاشعة لتعظيمه
وَأخْبرنَا أَنه أحسن من كل حَدِيث وَمن كل قصَص وَقَالَ ﴿نَحن نقص عَلَيْك أحسن الْقَصَص﴾
ثمَّ أخبرنَا جلّ وَعز أَنه قد انْتهى فِي الْحِكْمَة فَقَالَ ﴿حِكْمَة بَالِغَة فَمَا تغن النّذر﴾
وَأخْبر أَنه لَا مبدل لكلماته وَأخْبر أَنه لَا يفنى وَلَا ينْفد فَقَالَ جلّ وَعز ﴿قل لَو كَانَ الْبَحْر مدادا لكلمات رَبِّي لنفد الْبَحْر قبل أَن تنفد كَلِمَات رَبِّي﴾
وسمى الله عز وَجل نَفسه فَقَالَ ﴿عَليّ حَكِيم﴾


الصفحة التالية
Icon