لعظم قدر الْمُتَكَلّم بِهِ سُبْحَانَهُ الَّذِي لَا يعدل قدره شَيْء وَذَلِكَ مَوْجُود عندنَا فِي فطرنا أَنا نسْمع الْكَلَام مِمَّن نحب من الْخلق وَمن نعظم قدره فنسمع صَوته وَلَا نفهم مَا يَقُول فترتاح لذَلِك قُلُوبنَا ويعظم ويجل فِي صدورنا فَكيف بِكَلَام رَبنَا جلّ ثَنَاؤُهُ وَتَعَالَى
الأول بِغَيْر بَدْء وَلَا مَسْبُوق وَكَيف وَقد تكلم بِهِ بِنَفسِهِ من فَوق عَرْشه وأنزله مَعَ الْأمين من ملايكته إِلَى أَمِين أهل الأَرْض لِئَلَّا يرتاب أَن يكون زيد فِيهِ مَا لم يقل أَو نقص مِنْهُ حرف وَاحِد
يُتْلَى علينا بِلِسَان عَرَبِيّ مُبين يصف لنا بِهِ نَفسه فَلَو كَانَ مَا أنزل من كَلَامه لم يصف لنا بِهِ نَفسه وَلَا ذكر لنا بِهِ نعمه وَلَا أمرنَا فِيهِ بأَمْره وَلَا نَهَانَا فِيهِ عَمَّا يكرههُ وَلَا أدبنا فِيهِ بأدبه وَلَا توعدنا فِيهِ بِعَذَاب وَلَا وعدنا فِيهِ ثَوابًا إِلَّا حَدِيثا على مَا يحدث الرجل أَخَاهُ بِهِ وصغى بأذن المستمع لَهُ لَيْسَ فِيهِ عهد وَلَا عقد وَلَا سَعَة فِي دين وَلَا دنيا إِلَّا أَنه يحدثه بِمَا علم ويخبره بِمَا رأى وَسمع فَإِذا كَانَ للَّذي يحدثك عنْدك قدر أصغيت إِلَى حَدِيثه باستماع مَا يَقُول وتفهم مَعَاني مَا يصف وَلَو