وقال المنذري :" أكثرها غير مختار" (١)
أما نحن فسنعرض إن شاء الله المذاهب التي تصلح للنظر والإعتبار والأخذ والرد والترجيح :
؟ المذهب الأول : ذهب أبو جعفر محمد بن سعدان النحوي إلى أن حديث الأحرف السبعة مشكل لا يعرف له معنى، وليس يدل على حكم ما، يدل على ذلك أن الحرف يصدق لغةً على أربعة معان:
١. تسمي العرب القصيدة بأسرها "كلمة" وتسمي هذه الكلمة المنظومة حرفاً.
٢. كما يصدق الحرف لغةً على المعنى
٣. ويصدق أيضاً في الجهة
وهكذا يرى ابن سعدان أن الحرف في اللغة مشترك لفظي لا يعرف معناه المقصود، والمشترك في اصطلاح الأصوليين : لفظ وُضع وضعاً شخصياً لمعنيين فأكثر، بأوضاع متعددة ابتداءً، بلا نقل من معنى إلى آخر وهذا ينطبق تماماً على لفظ حرف.
ولقد اتضح لي بعد أن لفظ حرف هنا يعني أحد المعاني دون غيرها، يتضح ذلك بالنظر، فهي ليس اللفظ، كما أنها ليست حروف الهجاء، وليس المعنى لأن معاني القرآن الكريم كثيرة جداً تتجاوز السبعة.
و لعل المقصود الجهة، بمعنى أن القرآن الكريم نزل على سبع جهات أو أنحاء من الكلام العربي، وبتعبير أدق على سبع من لغات القبائل العربية.
؟ المذهب الثاني : مذهب القاضي عياض ومن معه، ويرى أصحاب هذا المذهب أن المراد بالسبعة في الحديث التيسير والتسهيل والثقة، لا حقيقة العدد، مستدلين على ذلك أن لفظ السبعة يطلق في اللغة ويراد به الكثرة في الآحاد، كما يطلق السبعون في العشرات، والسبعمائة في المئين، ولا يراد بها العدد المعين (٢).

(١) فتح الباري ٩/١٦ طبعة الخشاب
(٢) الإتقان في علوم القرآن لجلال الدين السيوطي، الجزء الأول الطبعة الثالثة سنة ١٩٥١ مطبعة البابي الحلبي بمصر


الصفحة التالية
Icon