لا يخفى أن المسائل الداخلة تحت عنوان هذا المبحث مسائل كثيرة، والكلام في بعضها طويل، ولذلك فإن كلامي فيه سيكون مقصوراً على ما يحقق المقصود من إيراده في صدر هذه الرسالة، وهو إعطاء تصوّر أكثر دقّة لموقع " التشابه اللفظي " بين أنواع التشابه الأخرى في القرآن، وتحديد علاقته بها. مع تأصيلٍ لهذا الموضوع ببحث ورود مادة (( شَبَهَ )) في القرآن ومعانيها.
ولذلك فإن الكلام الذي سيندرج تحت هذا المبحث ؛ سيكون في مطلبين :
المطلب الأول : مادة (( شَبَهَ )) ومعانيها في القرآن.
المطلب الثاني : تنويعات (( التشابه )) في القرآن.
* * *
المطلب الأول : مادة (( شَبَه )) ومعانيها في القرآن :
وردت هذه المادة في القرآن إحدى عشرة مرّة، على سبع (( صِيَغ )) في تسع آيات من ست سور (١).
وهي في معانيها تختلف من موضع لآخر – بحسب السياق- مما يحتاج معه في استجلاء تلك المعاني إلى الوقوف على كلام المفسرين في كلّ موضع منها تفصيلاً، ثم الخروج بنتيجة مستخلصة من ذلك.
وهذا العرض لأقوال المفسرين – في كلِّ موضع – ليس القصد منه تحقيق تلك الأقوال ومناقشتها ؛ بقدر ما هو محاولة التعرف على جميع ما قيل في معاني مادّة (( شَبَهَ )) في جميع مواردها في القرآن ؛ لتكون النتيجة المستخلَصة مبنيةً على ذلك.
أولاً : عرض أقوال المفسّرين في الآيات :