أما الدراسة العامة لتلك الكتب، وبيان اتجاهاتها ومناهجها، وأنواعها وأهم ملامحها، فلم أرَ من تطرّق له – على هذا النحو – سوى دراسة واحدة تعرّضت لذلك وإن لم تركّز عليه ؛ حيث أفاضت أيضاً في التعريف التفصيلي بكلّ واحد من تلك الكتب بخصوصه(١)، مع إشارات قليلة لشيء من ذلك في دراسات أخرى (٢).
هذا وإن الناظر في كتب المتشابه اللفظي وما كتب حولها من دراسات يجد المصنّفين فيه على اتجاهين :
الاتجاه الأول : اعتنى فيه أصحابه بسرد الألفاظ القرآنية المتشابهة، دون توجيه أو تعليل وهو ما يسمى ( جمع المتشابه ) لأن المؤلفين فيه وقفوا عند جمع الألفاظ المتشابهة فقط.
الاتجاه الثاني : مصنفات قصد منها واضعوها بيان علل تكرار المتشابهات، وتوجيه ما يوجد بينها من اختلافات (٣) ( توجيه المتشابه ).
وكذلك فإن بعض المصنّفين في "جمع المتشابه " اتّجه إلى طريقة " النظم "، كما أن المصنّفين في " توجيهه " افترقوا إلى من أفرده بالتصنيف، ومن أشركه مع غيره من علوم القرآن.
وبناءً على ذلك فإن تقسيم هذا المبحث سيكون في المطالب الأربعة التالية :
المطلب الأول : المؤلّفات في جمع المتشابه اللفظي.

(١)... انظر : إعانة الحفاظ : لمحمد طلحة بلال منيار : ص ١١٥- ٢٤٦، وهي من أجمع وأميز الدراسات حول المؤلفات في المتشابه اللفظي.
(٢)... انظر مثلاً : المتشابه اللفظي في القرآن الكريم وأسراره البلاغية للشثري : ص ١١- ١١٠( وهي رسالة دكتوراه في أم القرى غير مطبوعة )، مقدّمة تحقيق عبد القادر الحسني لهداية المرتاب للسخاوي : ص ٢٥- ٣٧، درة التنزيل للإسكافي تحقيق : د. محمد آيدين : قسم الدراسة : ص ٧٢- ٨٦، من بلاغة المتشابه اللفظي للقرآن الكريم للصامل : ص ١٤- ٢٩.
(٣)... انظر : علوم القرآن بين البرهان والإتقان : ١٥١- ١٥٢، أنواع التصنيف المتعلقة بتفسير القرآن : ١١١- ١١٣، وانظر أيضاً المراجع المذكورة في الحاشية السابقة.


الصفحة التالية
Icon