- ثالثاً : تعتبر منظومة السخاوي " هداية المرتاب " أمَّ المنظومات في المتشابه وأشهرها، بل لعلّها أشهر المؤلفات في المتشابه اللفظي عموماً (١)، ولعلّ من أبرز الأسباب لذلك – غير الشهادة لمؤلفها بسلاسة النظم والبراعة فيه(٢) – كونها أوّل منظومة في المتشابه اللفظي، وهذا السبق مشفوع بكون ناظمها إماماً في القراءات، حتّى قال عنه الذهبي :" لا أعلم أحداً من القرّاء في الدنيا أكثر أصحاباً منه " وقال أيضاً :" وما علمت أحداً في الإسلام حُمل عنه القراءات أكثر مما حمل عنه " (٣).
ومما يؤكّد هذه المكانة لمنظومة السخاوي أن أربعاً من المنظومات المذكورة في المتشابه متعلّقة بها ؛ مابين تتميمٍ لها أو نظْمٍ على منوالها، وهي المنظومات التي سار أصحابها على نهج السخاوي في الترتيب على الحروف الهجائية – السابق ذكرها في النقطة السابقة -.
- رابعاً : بسبب هذه الشهرة الواسعة لمنظومة السخاوي فقد احتفى العلماء بها كثيراً ؛ في صور شتى - سبق ذكر طرف منها – لكن كان من أظهر صور ذلك الاعتناء كثرة الشروح والحواشي والتعليقات والطبعات لهذه المنظومة، حتّى إنه لم تُشرح منظومة أخرى في المتشابه غيرها ؛ سوى منظومة ابن أنبوجا التشيتي – بقِسميْها- في شرح واحد يتيم.
* أما الشروح المصنوعة على المنظومة السخاوية فقد أحصيت منها تسعة شروح هي :
(٢)... يؤكّد هذا ما يذكر في ترجمة السخاوي من كونه أوّل من شرح منظومة شيخه " الشاطبي " في القراءات، وأنه السبب في شهرتها. انظر : علم القراءات للدكتور: نبيل إسماعيل : ص ١٣٢.
(٣)... انظر : غاية النهاية : ١/ ٥٦٨.