وبعد النظر والتأمل في الأنواع المذكورة للمتشابه – باعتبار نوع الاختلاف بين المتشابهات - وما يمكن أن يُدرج منها في البعض الآخر ؛ اجتهدت في الوصول إلى خلاصة تجمع تلك الأنواع في أربعة أنواع كبرى – يضم بعضها أنواعاً فرعية – هي كالتالي :
الاختلاف في الإبدال، ويشمل : إبدال الحرف، أو الكلمة، أو الجملة، بغيرها.
الاختلاف في الذكر والحذف، وهو ما أسماه بعضهم بالزيادة والنقصان وهو اسم مُنْتَقَد، لأنه لا ينبغي إطلاق ذلك في حقّ القرآن ؛ لإيهامه معنى فاسد.
الاختلاف في التقديم والتأخير، وقريب منه ما سمّاه الزركشي بردّ العجز على الصدر !.
الاختلاف في الصيغة، ويشمل : الاختلاف في الاسمية والفعلية، وصيغ الفعل، وصيغ الاشتقاق. ويمكن أن يُلحق بها : الأنواع الأخرى في الاختلاف في الكلمة ؛ كالاختلاف في الإظهار والإضمار، وفي الإفراد والجمع، وصيغ الجمع، وفي التذكير والتأنيث، وفي التعريف والتنكير، وأنواع التعريف، والإدغام والإظهار ( أو الفكّ ) ويسمّيه بعضهم بالتشديد والتخفيف. ويمكن أن يلحق بهذه الأنواع أيضاً : نوع الاختلاف في علامات الإعراب.
ولولا أن يطول المقام لذكرت مثالاً لكلِّ نوع من هذه الأنواع – الأصلية والفرعية – لكني رأيت أن الأمثلة التي ستأتي في المباحث المتعلّقة بقواعد توجيه المتشابه – في آخر الرسالة – تغني عن ذلك.
* * *
المطلب الثاني : أنواعه بالنظر إلى الجزء المتشابه
يمكن تنويع المتشابه اللفظي – بالنظر إلى الجزء المتشابه – باعتبارات ثلاثة :
الأول : باعتبار قَدْر المتشابه :
يمكن تنويع المتشابه اللفظي – بهذا الاعتبار – إلى ثلاثة أنواع أصول، هي :
التشابه بجزءٍ من الآية. وهذا الجزء إما أن يكون : حرفاً، أو كلمة، أو جملة، فهذه ثلاثة أنواع فروع ؛ هذه أمثلتها :