وقال أبو البقاء الكفوي(١)- في الكلّيات (٢)- :" اللّفْظ في أصل اللغة : مصدر بمعنى الرمي، وهو بمعنى المفعول ؛ فيتناول ما لم يكن صوتاً وحرفاً، وما هو حرف واحد وأكثر، مهملاً أو مستعملاً (٣) صادراً من الفم أو لا. لكن خُصّ في عُرف اللغة : بما صدر من الفم من الصوت المعتمد على المخرج، حرفاً واحداً أو أكثر، مهملاً أو مستعملاً ".
وقال في موضع آخر (٤) مبيّناً الفرق بين معنى ( اللفظ ) وما يقاربه :" وما خرج من الفم : إن لم يشتمل على حرف فصوت، وإن اشتمل ولم يفد معنى فهو اللفظ، وإن أفاد معنى فقول، فإن كان مفرداً فكلمة، أو مركّباً من اثنين ولم يفد نسبة مقصودة فجملة، أو أفاد ذلك فكلام، أو من ثلاثة فكَلِم ".
* * *
المطلب الثاني : تعريف المتشابه اللفظي في الاصطلاح :
يمكن تقسيم التعريفات الاصطلاحية المذكورة للمتشابه اللفظي قسمين :
الأول : تعريفات لم يقصد أصحابها أن تكون كذلك ؛ إنما اعتبرها بعض من جاء بعدهم. ويمكن تصنيف التعريفات في هذا القسم صنفين :
(٢)... ص : ٧٩٥. وانظر : معجم القواعد العربية لعبد الغني الدقر : ص ٤٢٢- ٤٢٣.
(٣)... المهمل : هو اللفظ الذي لا يدل على معنى بالوضع. والمستعمل : ضده : وهو اللفظ الدال على معنى بالوضع. انظر : التعريفات للجرجاني : ص ٣٠٣، الكليات للكفوي : ص ١٣٧.
(٤)... الكليات : ص ٥٦٢.