أقول: إن الامتثال و الطاعة لما نزل من الحق أي القرآن أما خشوع القلوب فهو خضوعها و اطمئنانها إلى مشيئة الله و قدره أي إرادته فالذكر هنا بمعنى الإرادة
(اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآياتِي وَلا تَنِيَا فِي ذِكْرِي)(طه: ٤٢)
قال أبن كثير: عن ابن عباس (لا تنيا ) لا تبطئا و عنه أيضاً: لا تضعفا
قال النسفي: أو أريد بالذكر تبليغ الرسالة
أقول: لما كان تبليغ الرسالة بأمر و تكليف من الله عز و جل فمعنى الآية لا تضعفا في تنفيذ إرادتي أو مرادي.
٣ _ معنى القوة
(لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ)(الأنبياء: ١٠)
قال النسفي: (فيه ذكركم ) شرفكم إن عملتم به.
أقول: إن الشرف يعني السيادة و الملك و الرئاسة و إن أشراف الناس رؤساؤهم و المقدمون فيهم فالذكر هنا بمعنى القوة و مثل ذلك قوله تعالى:
(بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ)(المؤمنون: من الآية٧١)
٤ _ معنى العمل
(إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ )(الجمعة: من الآية٩)
قال السيوطي: ( ذكر الله ) الصلاة
أقول: إن الصلاة شكل من أشكال العبادة و العمل فالذكر هنا بمعنى العمل.
(الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (الرعد: ٢٨)
قال الشوكاني: كتلاوة القرآن و التسبيح و التحميد و التكبير و التوحيد أو سماع ذلك و قيل المراد بالذكر الطاعة و قيل بوعد الله و قيل بالحلف بالله فإذا حلف خصمه بالله سكن قلبه.
أقول: إن ادعى الأمور إلى اطمئنان القلب دعاء الله تعالى لما يتركه في القلب من مظنة الإجابة و الإغاثة و الفرج فذكر الله هنا بمعنى دعاء الله و هو من العمل. و قد ورد الذكر بمعنى الدعاء في قوله تعالى:


الصفحة التالية
Icon