قال السيوطي: ( أو اثارة من علم ) أو بقية من علم تؤثر عن الأولين.
أقول: إن العلم هنا ينبغي أن يكون مصدره السماء فالمعنى بقية من رسالة أو كتاب سماوي.
و من هذا الوجه يطلق لفظ العلم على الإيمان و التصديق بالرسالات السماوية
(وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ)(الأنعام: ٣٧)
قال ابن كثير: قال السدي: هذا قول كفار العرب
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ * وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) (فاطر: ٢٧-٢٨)
قال النسفي: العلماء الذين علموه بصفاته فعظموه.
أقول: ومعنى ذلك المؤمنون به سواء كانوا من المتعلمين أو من غيرهم ممن لا يقرأ و يكتب لأن خشية الله منحصرة فيهم بدلالة حرف ( ما ) و هو أداة حصر فالعلم هنا بمعنى الإيمان.
٧ _ معنى الجزاء
(قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذاً فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)(النور: من الآية٦٣)
قال النسفي: ( لواذاً ) أن يلوذ هذا بذاك
قال صاحب التنوير:( لواذاً) أن يستتر بشيء مخافة من يراه.
أقول: إن العلم هنا بمعنى الجزاء و العقوبة في الدنيا و الآخرة فقوله( قد يعلم ) أي قد يعاقب و لهذا قال بعدها ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره).


الصفحة التالية
Icon