قال الشوكاني : وقيل لأن كل شر من حيث كونه من قضائه سبحانه هو متضمن للخير فأفعاله كلها خير.
قال القشيري : ولم يذكر الشر حفظاً لآداب الخطاب وتفاؤلا بذكر الجميل وتطيراً من ذكر السوء.
أقول : إن الخير هنا بمعنى القوة والقدرة بقرينة قوله بعد ذلك ( انك على كل شيء قدير ).
(يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ)(يوسف: ٣٩)
قال النسفي : أن تكون أرباب شتى يستعبدكما هذا ويستعبدكما هذا خير لكما أم أن يكون لكما رب واحد قهار لا يغالب ولا يشارك في الربوبية.
أقول : لاشك أن الرب الواحد القهار خير بمعنى أقوى لان تعدد الأرباب مدعاة للتنازع والضعف وفساد الكون لذلك كان تعدد الأرباب لهذا الكون مستبعداً فما قاله يوسف عليه السلام حجة عقلية على وحدانية الرب فقوله ( خير ) بمعنى أقوى وليس بمعنى خير لكما.
٤ _معنى العمل
(وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ )(البقرة: من الآية١٩٧)
(وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ)(البقرة: من الآية١٥٨)
قال السيوطي :( خيراً) أي عمل ما لم يجب عليه من طواف وغيره
أقول: المعنى إذن ومن تطوع عملا ً
٥ _ معنى نظام المخلوقات
(قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ* قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ)(صّ: ٧٥-٧٦)
قال صاحب التنوير :( أنا خير منه ) أي أفضل من ادم ثم بين وجه الخير.
أقول : وجه الخير إذن في نظام الخلق ومنه مادة الخلق
٦ _ معنى نظام التشريع / الكتاب السماوي
(وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْراً )(النحل: من الآية٣٠)
قال ابن كثير : أي رحمة وبركة لمن اتبعه وآمن به.


الصفحة التالية
Icon