أقول : قوله (وله الحكم ) بمعنى انه الذي وضع نظام الأجرام السماوية و تعاقب الليل و النهار يدل على ذلك ما بعده. فالحكم هنا بمعنى نظام الخلق.
٦ _ معنى نظام التشريع
(أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ)(المائدة: ٥٠)
قال النسفي : يخاطب بني النضير في تفاضلهم على بني قريضة و قد قال لهم رسول الله (ص) القتلى سواء فقال بنو النضير نحن لا نرضى بذلك. فنزلت.
أقول : أن ذلك يعني أن الحكم هنا بمعنى نظام التشريع.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ)(المائدة: ١)
قال السيوطي :( إن الله يحكم ما يريد ) من التحليل و غيره لا اعتراض عليه
قال النسفي : من الأحكام أو من التحليل و التحريم
أقول : المعنى إذن أن الله يشرع ما يريد.
٧ _ معنى الجزاء
(ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ) (الأنعام: ٦٢)
قال النسفي : ردوا إلى حكمه و جزاءه
(أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ)(الرعد: ٤١)
قال النسفي :( الأرض ) ارض الكفرة ( ننقصها من أطرافها ) بما نفتح على المسلمين من بلادهم.
أقول : الحكم هنا إذن بمعنى الجزاء و العقاب بقرينة قوله بعد ذلك ( وهو سريع الحساب )
اجتماع المعاني
(وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ* فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً )(الأنبياء: ٧٨-٧٩)


الصفحة التالية
Icon