ترجمة الإمام عاصم بن أبي النجود صاحب القراءة
هو عاصم بن بهدلة بن أبي النجود " بفتح النون وضم الجيم " الكوفي، وكنيته : أبو النجود، واسم أُم عاصم بهدله ولذلك يقال له عاصم بن بهدله. وهو أحد القراء العشرة للقرآن الكريم. وكان شيخ الإقراء بالكوفة. غالباً ما ينتهي أي سند باسمه. قرأ على زر بن حبيش وعلى أبي عبد الرحمن السُلمي وهما أخذا القراءة عن علي بن أبي طالب وعن ابن مسعود وعن عثمان بن عفان رضي الله عنهم. وقرأ عاصم أيضاً على أبي عمرو سعد بن إياس الشيباني الكوفي، وأبو عمرو هذا أدرك النبي ﷺ ولم يره وقد أخذ القراءة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. وقرأ السُلمي أيضاً على أُبي بن كعب وزيد بن ثابت، وقرأ ابن مسعود وعثمان وعلي وزيد على رسول الله صلّى الله عليه وسلم.
ويأتي إسناد عاصم في العلو بعد ابن كثير وابن عامر، فبين عاصم وبين النبي محمد بن عبدالله ﷺ رجلان. وقد جمع عاصم بين الفصاحة والإتقان وكان أحسن الناس صوتاً وكان علماً بالسنة لغوياً نحوياً فقيهاً.
وكان عاصم يقرئ حفصاً بقراءة علي بن أبي طالب التي يرويها من طريق أبي عبد الرحمن ويقرئ أبا بكر بن عياش بقراءة ابن مسعود التي يرويها من طريق زر بن حبيش.
أما عن تلاميذه الذين رووا عنه فكثيرون عد منهم الذهبي: الأعمش والمفضل بن محمد الضبي وحماد بن شعيب وأبو بكر بن عياش (شعبة ) وحفص بن سليمان ونعيم بن ميسرة، وأبو عمرو البصري، وكل هؤلاء قرءوا عليه القرآن، واشتهر منهم حفص وشعبه.
وقال عنه أحمد بن عبد الله البجلي: «عاصم بن بهدلة صاحب سنة وقراءة، كان رأساً في القرآن وكان من أوثق الرواة، وقال عنه أبو حاتم محله الثقة وحديثه مخرَّج في الكتب الستة، وسئل أحمد بن حنبل عن عاصم فقال : رجل صالح خير ثقة.
توفي عام ١٢٧ هـ وقيل١٢٠هـ.
قال الشاطبي :
بالكوفة الغرَّاء منهم ثلاثةٌ أذاعوا فقد ضاعت شذاً وقرنفلا
فأما أبو بكر وعاصم اسمه فشعبةٌ رواية المُبرِّزُ أفضلا
وذاك ابن عياشٍ أبو بكرٍ الرضا وحفصٌ وبالإتقان كان مفضلا(١)

(١) - وصفت الكوفة بذلك لما فيها من كثرة العلماء، أذاعوا أي نشروا العلم بين الناس، وضاعت : أي فاحت رائحة العلم بها، والشذا : العود أو المسك، والمبرز : هو الذي فاق أقرانه، إن في الكوفة المشهورة ثلاثة من الأئمة السبعة بثوا علمهم فيها فتعطر بها ذكرهم، ورفع من شأنها علمهم، فالإمام الأول من الثلاثة هو عاصم بن أبي النجود.


الصفحة التالية
Icon