فيض المعز فيما انفرد به حفص من طريق الحِرز
****************************************
من المعروف في العالم الإسلامي لكل مسلم عامة و من له صلة بعلم القراءات خاصة أن رواية الإمام حفص في قراءة القرآن من أوسع الروايات انتشاراً قراءة وتعلماً وبحثاً، بل وأصبحت هي الرواية الأساسية التي يبدأ بها أي قارئ للقرآن ثم بعدها يشرع في تعلم القراءات الأخرى. ولحفص طرق عديدة عن الإمام عاصم تصل إلى ٥٨ طريق(١)متصلة، وذلك من خلال كتاب النشر وكتاب بدائع البرهان والروض النضير وفتح القدير وكتاب تنقيح فتح الكريم. وتختلف هذه الطرق جميعاً في التكبير في نهاية سور الختم، وفي المد ومراتبه سواء كان منفصلاً أو متصلاً أو مد تعظيم، والسكت وعدمه في أل وشئ والساكن المفصول والسكتات الأربع، وفي غنة اللام والرا، وفي كلمة يبصط وبصطه والمصيطرون وبمصيطر ( بالسين أو بالصاد حسب الرواية )، وباب ءآلذكرين، والإدغام أو الإظهار في يلهث ذلك أو اركب معنا أو يس والقرآن الحكيم أو ن والقلم، وفي حكم تأمنا في سورة يوسف، وفي عين مريم والشورى، وفي فرق الشعراء، والوقف على آتان بالنمل، وفي ضاد ضعف وضعفاً بالروم، وكلمة سلاسلا حال الوقف عليها. وهذا كله يُتعلم من أفواه المشايخ المتقنين ولايجوز لأي قارئ أن يقرأ بأي رواية إلا إذا تعلم قوانينها وطريقها ومايلزم له حين القراءة بها وإلا يكون قد وقع في الإثم لخلطه وتلفيقه، فالتلفيق في الفقه جائز وغير جائز في القراءات. وقد اخترت رواية حفص من طريق الشاطبية وإيضاح ماانفرد به حفص من هذا الطريق عن بقية القراء وهم ( نافع وراوييه قالون وورش، ابن كثير وراوييه البزي وقنبل، ابن عامر وراوييه هشام وابن ذكوان، عاصم وراويته شعبة، حمزة وراوييه خلف وخلاد، الكسائي وراوييه الليث وحفص الدوري )، وذلك لاشتهار هذه الرواية في الأمصار والبلدان، أما غيرها من طرق حفص فيحتاج إلى جهد أكبر لتعلمها من فم شيخ متقن مجاز.
وسأذكر اسم السورة مبتدءاً بفاتحة الكتاب وما لحفص فيها من كلمات لم يشاركه فيها غيره حتى نهاية سورة الناس ثم بعد ذلك لإتمام الفائدة أذكر باب الكلمات المختلف فيها عن حفص من طريق الشاطبية وشاركه فيها غيره.