٢.…٢. إن تتبع القراءة في أكثر مصادرها يساعد على الكشف عن قراء آخرين، مما يدفع القول بعدم تواتر بعض القراءات المقروء بها، ففي هذا المثال لم يتفرّد هشام بالإسكان، بل شاركه عدد من الرواة والقراء يصدق عليهم حد التواتر.
٣.…٣. خلوّ بعض المصادر الصحيحة من بعض أوجه القراءات المعتبرة لا يخدش في ثبوتها في المصادر الأخرى، لأن المعتمد في كتب القراءات الرواية والمشافهة، فالأصل أن المصنف لا يثبت إلى ما رواه أو شافهه به، وغاية ما يدل عليه اختلاف المصادر عن أحد القراء أو الرواة أن الوجهين المذكور والمتروك وردا عنه حسب الطرق التي أدت تلك الروايات والقراءات إلى تلك المصادر.
المثال الخامس :
أ - ) فلا يخاف عقباها (( [١١٧]) بالفاء مكان الواو في " ولا ". ب – رواتها ومصادرها :
رواها ابن عامر الشامي ( ت ١١٨ هـ ) وأبو جعفر المدني ( ت ١٣٠ هـ ) ونافع المدني ( ت ١٦٩ هـ ) وقد تضمنتها جميع مصادر أنواع القراءات( [١١٨])، عدا المصادر الشاذة.
جـ - الحكم :
…القراءة بالفاء مكان الواو قراءة متواترة.
د – التعليل :
…توافر لهذا الوجه أركان صحة القراءة، فمن حيث السند روتها المصادر غير الشاذة، ومن حيث الرسم كونها في مصاحف أهل المدينة والشام رسمت كذلك( [١١٩])، ومن حيث العربية الفاء عطف على قوله :) فكذبوه فعقروها (( [١٢٠]).
هـ- أهم النتائج :
…أن المصاحف العثمانية اختلفت في رسم بعض المواضع( [١٢١])، وجميعها معتبر به في القراءات، وليس ذلك مثل الذي في المثال الثاني من هذه الدراسة، لأن ما جاء على نحو هذا المثال ) فلا (، ) ولا ( فهو من المثبت بين اللوحين( [١٢٢]).
* * *
الخاتمة :


الصفحة التالية
Icon