«وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهارُ، خالِدِينَ فِيها أَبَداً، ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ».. (التوبة : ١٠٠).
«لعل اللّه اطلع إلى أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم، فقد وجبت لكم الجنة».. (من حديث أخرجه البخاري. وكان هذا رد رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - على عمر - رضي اللّه عنه - وقد استأذن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في أن يضرب عنق حاطب بن أبي بلتعة حينما أدركته لحظة ضعف فأرسل إلى قريش سرا ينبئهم بتجهز رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لفتح مكة).
« لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ، فَعَلِمَ ما فِي قُلُوبِهِمْ، فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً، وَمَغانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَها وَكانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً»... (الفتح : ١٨ - ١٩).
«لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ، أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنى، وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ»... (الحديد : ١٠).
«مهلا يا خالد، دع عنك أصحابي فو اللّه لو كان لك أحد ذهبا، ثم أنفقته في سبيل اللّه ما أدركت غدوة رجل من أصحابي ولا روحة»... (أورده ابن القيم في زاد المعاد وهو رد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على خالد بن الوليد إذ تلاحى مع عبد الرحمن بن عوف - رضي اللّه عنهما - وخالد هو سيف اللّه. ولكن عبد الرحمن من السابقين الأولين. فقال رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - لخالد :«دع عنك أصحابي» وهو يعني هذه الطبقة ذات القدر الخاص المتميز في المجتمع المسلم في المدينة.
ولكن تميز هذه الطبقات بأقدارها الإيمانية التي أنشأتها الحركة الإسلامية، لم يكن مانعا أن تتقارب المستويات الإيمانية وتتناسق في مجتمع المدينة قبيل الفتح وأن يتوارى الكثير من أعراض الخلخلة في الصف، والكثير من ظواهر الضعف والتردد، والشح بالنفس والمال، وعدم الوضوح العقيدي، والنفاق.. من ذلك المجتمع.
بحيث يمكن اعتبار المجتمع المدني بجملته هو القاعدة الإسلامية.


الصفحة التالية
Icon