وَذَكَرَ أَحْمَدُ - رَحِمَهُ اللّهُ - عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ مُكَاتِبًا لَهَا دَخَلَ عَلَيْهَا بِبَقِيَّةِ مُكَاتَبَتِهِ، فَقَالَتْ لَهُ : أَنْتَ غَيْرُ دَاخِلٍ عَلَيَّ غَيْرَ مَرَّتِكَ هَذِهِ، فَعَلَيْكَ بِالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - ﷺ -، يَقُولُ : مَا خَالَطَ قَلْبَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ رَهَجٌ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلاَّ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ النَّارَ. " (١)
وعَنْ سَلْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ وَإِنْ مَاتَ جَرَى عَلَيْهِ عَمَلُهُ الَّذِى كَانَ يَعْمَلُهُ وَأُجْرِىَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ وَأَمِنَ الْفَتَّانَ » (٢).
وعَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - ﷺ - يَقُولُ : كُلُّ مَيِّتٍ يُخْتَمُ عَلَى عَمَلِهِ إِلاَّ الَّذِي مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللهِ، فَإِنَّهُ يَنْمُو عَمَلُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَيَأْمَنُ فِتْنَةَ الْقَبْرِ. " (٣).
وعَنْ أَبِي صَالِحٍ، مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ : سَمِعْتُ عُثْمَانَ، يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ : أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي كَتَمْتُكُمْ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ - ﷺ - كَرَاهِيَةَ تَفَرُّقِكُمْ عَنِّي، ثُمَّ بَدَا لِي أَنْ أُحَدِّثَكُمُوهُ لِيَخْتَارَ امْرُؤٌ لِنَفْسِهِ مَا بَدَا لَهُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - ﷺ - يَقُولُ : رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ يَوْمٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَنَازِلِ." (٤) وَذَكَرَ ابْنُ مَاجَهْ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ خَطَبَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ النَّاسَ فَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّى سَمِعْتُ حَدِيثًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لَمْ يَمْنَعْنِى أَنْ أُحَدِّثَكُمْ بِهِ إِلاَّ الضِّنُّ بِكُمْ وَبِصَحَابَتِكُمْ فَلْيَخْتَرْ مُخْتَارٌ لِنَفْسِهِ أَوْ لِيَدَعْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « مَنْ رَابَطَ لَيْلَةً فِى سَبِيلِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ كَانَتْ كَأَلْفِ لَيْلَةٍ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا » (٥).
(٢) - صحيح مسلم- المكنز - (٥٠٤٧ )
(٣) - مسند أحمد (عالم الكتب) - (٧ / ٩٣٢)(٢٣٩٥١) ٢٤٤٥٠- صحيح
(٤) - مسند أحمد (عالم الكتب) - (١ / ٢١٨) ٤٧٠- حسن
(٥) - سنن ابن ماجه- المكنز - (٢٨٧١ ) حسن لغيره
( الضن ) أي البخل. ( من رابط ) أي لازم الثغر للجهاد - ( صيامها وقيامها ) أي صيام أيامها وقيام لياليها بالجر بدل من ألف ليلة.