وَذَكَرَ أَحْمَدُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَجُلاً جَاءَهُ فَقَالَ : أَوْصِنِي. فَقَالَ : سَأَلْتَ عَمَّا سَأَلْتُ عَنْهُ رَسُولَ اللهِ - ﷺ - مِنْ قَبْلِكَ، أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللهِ، فَإِنَّهُ رَأْسُ كُلِّ شَيْءٍ، وَعَلَيْكَ بِالْجِهَادِ، فَإِنَّهُ رَهْبَانِيَّةُ الإِِسْلاَمِ، وَعَلَيْكَ بِذِكْرِ اللهِ وَتِلاَوَةِ الْقُرْآنِ، فَإِنَّهُ رَوْحُكَ فِي السَّمَاءِ، وَذِكْرُكَ فِي الأَرْضِ.". (١)
وَقَالَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنَّ النَّبِيَّ - ﷺ - قَالَ : ذُرْوَةُ سَنَامِ الإِِسْلاَمِ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. " (٢)
وَقَالَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - ﷺ - « ثَلاَثَةٌ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ عَوْنُهُمُ الْمُجَاهِدُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُكَاتَبُ الَّذِى يُرِيدُ الأَدَاءَ وَالنَّاكِحُ الَّذِى يُرِيدُ الْعَفَافَ » (٣).
وَقَالَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ وَلَمْ يُحَدِّثْ بِهِ نَفْسَهُ مَاتَ عَلَى شُعْبَةٍ مِنْ نِفَاقٍ » (٤).
وَذَكَرَ أَبُو دَاوُدَ عَنْ أَبِى أُمَامَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ :« مَنْ لَمْ يَغْزُ أَوْ يُجَهِّزْ غَازِيًا أَوْ يَخْلُفْ غَازِيًا فِى أَهْلِهِ بِخَيْرٍ أَصَابَهُ اللَّهُ بِقَارِعَةٍ ». قَالَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ فِى حَدِيثِهِ :« قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ » (٥).
وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " إِذَا ضَنَّ النَّاسُ بالدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ، وَاتَّبَعُوا أَذْنَابَ الْبَقَرِ، وَتَرَكُوا الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَتَبَايَعُوا بِالْعِينِ، أَنْزَلَ اللهُ عَلَيْهِمُ الْبَلَاءَ، فَلَا يَرْفَعُهُ حَتَّى يُرَاجِعُوا دِينَهُمْ " (٦).
(٢) - مسند أحمد (عالم الكتب) - (٧ / ٣٥٩)(٢٢٠٥١) ٢٢٤٠١- حسن
(٣) - سنن الترمذى- المكنز - (١٧٥٦ ) قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.
(٤) - صحيح مسلم- المكنز - (٥٠٤٠ ) ومسند أحمد (عالم الكتب) - (٣ / ٣٨٢) (٨٨٦٥) ٨٨٥٢-
وَالْمُرَاد أَنَّ مَنْ فَعَلَ هَذَا فَقَدْ أَشْبَهَ الْمُنَافِقِينَ الْمُتَخَلِّفِينَ عَنْ الْجِهَاد فِي هَذَا الْوَصْف، فَإِنَّ تَرْك الْجِهَاد أَحَد شُعَب النِّفَاق. وَفِي هَذَا الْحَدِيث : أَنَّ مَنْ نَوَى فِعْل عِبَادَة فَمَاتَ قَبْل فِعْلهَا لَا يَتَوَجَّه عَلَيْهِ مِنْ الذَّمّ مَا يُتَوَجَّه عَلَى مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَنْوِهَا. شرح النووي على مسلم - (٦ / ٣٩١)
(٥) - سنن أبي داود - المكنز - (٢٥٠٥ ) حسن
(٦) - شعب الإيمان - (٦ / ٩٢) (٣٩٢٠ ) صحيح