حريصة على بسط نفوذها على العالم واستعمار بلدان المسلمين ومحاربة إسلامهم والحرص على إبعادهم عنه لضمان استمرار نهبها لثروات المسلمين.
وحرب أمريكا العسكرية ليست إلا صورة من صور عداوتها للإسلام، وهي الصورة الأعنف والأوضح. إن صور عداوة أمريكا للإسلام عديدة، فهي لا تترك وسيلة ممكنة لتحقيق هذه الغاية إلا وتستخدمها بخبث ومكر ودهاء.
وتعد أمريكا الإسلام عدوها الأول؛ لأنه الدين الرباني الوحيد المحفوظ الباقي، الدين الحي المؤثر الموجه، الدين الثابت المجاهد، الذي فشل جميع الأعداء في مواجهته والقضاء عليه.. وهي تعلم أن هذا الدين الإسلامي العظيم هو البديل الوارث لأمريكا وهيمنتها على العالم، ولذلك تشن عليه حربًا شرسة متعددة المظاهر والأساليب.
وقد وضع المخططون الأمريكان خطط خبيثة لتحريف معاني الإسلام وحقائقه في قلوب ومجتمعات ومناهج تدريس المسلمين لتضمن إبعادهم عن دينهم وإحكام سيطرتها عليهم واستعمارها لبلدانهم ونهبها لخيراتهم ولتضمن إخضاع المنطقة للنفوذ اليهودي.
وقد عرض الكتاب خلاصة تلك الخطط الأمريكية الخبيثة، والتي أسماها الإسلام الأمريكاني، وذكر أسباب وضعها وأهداف تحقيقها وأهم عناصرها ووسائل تنفيذها.
ثم بيَّن الكتابُ أوجه مخالفتها للإسلام الرباني، الذي أنزله الله على رسوله محمد - ﷺ - وذكر أهم معالم هذا الإسلام الحي المجاهد، الذي يواجه أعداء الأمة من اليهود والأمريكان وغيرهم.
فهذا الكتاب محاولة لتبصير المسلمين بإسلامهم الصحيح، وفتح عيونهم على مكائد ومخططات أعدائهم من اليهود والأمريكان الصليبيين، وتحذيرهم مما يمكرونه ضد إسلامهم، وما يدبرونه ضدهم. كما قال تعالى: ﴿وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ*فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ﴾ [إبراهيم: ٤٦-٤٧].
نريد من المسلمين أن ينحازوا إلى إسلامهم، وأن يأخذوه من نصوص الكتاب والسنّة، وفهم سلف وعلماء الأمة، وأن يحسنوا فقهه وتدبره، وأن يلتزموا به ويطبقوه، وأن