قَوْله الاقصا الَّذِي وَمن اقصا الْمَدِينَة وطغا المَاء فِي نَظَائِر لذَلِك لِامْتِنَاع امالتها فِيهِ فِي حَال الْوَصْل لاجل السَّاكِن الَّذِي لقيها وَقد حَدثنَا مُحَمَّد بن احْمَد بن عَليّ الْبَغْدَادِيّ قَالَ نَا ابو بكر بن الانباري قَالَ نَا ادريس بن عبد الْكَرِيم قَالَ نَا خلف بن هِشَام قَالَ سَمِعت الْكسَائي يَقُول انما كتبت يَعْنِي هَذِه الْحُرُوف بالالف للالف وَاللَّام اللَّتَيْنِ بعد هَذِه الْحُرُوف قَالَ ابو عَمْرو وَذَلِكَ من حَيْثُ منعتاها من الامالة لسقوطها من اللَّفْظ وَعدمهَا فِي حَال الْوَصْل لاجلهما
فَثَبت بِجَمِيعِ مَا قدمْنَاهُ صِحَة مَا ذَهَبْنَا اليه واخترناه من كَون الالف المرسومة المنقلبة لَا الَّتِي للْبِنَاء وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق
فَإِذا نقطت هَذِه الْكَلِمَة على الْوَجْه الاول الَّذِي الالف المرسومة فِيهِ للْبِنَاء جعلت الْهمزَة نقطة بالصفراء وحركتها من فَوْقهَا بالحمراء بعد تِلْكَ الالف فِي السطر ورسمت بعْدهَا الف بالحمراء دلَالَة على ان بعد الْهمزَة الْفَا ثَابِتَة فِي حَال الِانْفِصَال سَاقِطَة فِي حَال الِاتِّصَال وَصُورَة ذَلِك كَمَا ترى تراء الْجَمْعَانِ
واذا نقطت على الْوَجْه الثَّانِي الَّذِي الالف المرسومة فِيهِ المنقلبة جعلت الْهمزَة وحركتها عَلَيْهَا قبل تِلْكَ الالف بَينهَا وَبَين الرَّاء ورسم بعد الرَّاء بَينهَا وَبَين الْهمزَة الف بالحمراء دلَالَة على ثُبُوتهَا بَينهمَا فِي كل حَال وان شَاءَ الناقط لم يرسمها وَجعل فِي موضعهَا مطة ورسمها احسن من حَيْثُ رسمها