و ﴿قد جعل﴾ و ﴿قد سمع﴾ و ﴿إِذْ زاغت﴾ وَشبهه

فصل


فَأَما مَا أجمع عَلَيْهِ أَئِمَّة الْقِرَاءَة من إدغام الطَّاء الساكنة فِي التَّاء وتبقية صَوت الطَّاء مَعَ الادغام لِئَلَّا يخل بِالطَّاءِ وَذَلِكَ فِي نَحْو قَوْله ﴿لَئِن بسطت﴾ و ﴿أحطت﴾ و ﴿فرطت﴾ وَشبهه فحقيقه نقط ذَلِك ان يَجْعَل على الطَّاء عَلامَة السّكُون وعَلى التَّاء بعْدهَا عَلامَة التَّشْدِيد فَيعلم بعلامة السّكُون ان الطَّاء لم تنْقَلب قلبا خَالِصا وَأَن الاطباق الَّذِي هُوَ صيغتها بَاقٍ على حَاله وببيانه امْتنع الْقلب وَيعلم بعلامة التَّشْدِيد أَن الطَّاء غير مبينَة
وَفِي نقط ذَلِك وَجه آخر وَهُوَ أَن تعرى الطَّاء من عَلامَة السّكُون وتعرى التَّاء من عَلامَة التَّشْدِيد فَيجْعَل فِيهَا نقطة فَيعلم ايضا بتعرية الطَّاء من عَلامَة السّكُون انها مدغمة فِي التَّاء وَيعلم بتعرية التَّاء من عَلامَة التَّشْدِيد أَن الطَّاء لم تنْقَلب الى لَفظهَا انقلابا صَحِيحا لانها لَو انقلبت الى لَفظهَا لذهب صَوتهَا الَّذِي خصت بِهِ دون التَّاء وَلم يبْق لَهُ أثر
وَالْوَجْه الاول أدل على اللَّفْظ وَهُوَ الَّذِي اخْتَار وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق


الصفحة التالية
Icon