ويأتي هذا الملتقى العلمي الذي تعقده الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة الرياض، ليؤطر عمل هذه الجمعيات المباركة، وينطلق به في فضاءات فسيحة لترسيخ الجوانب العلمية المهمة، لاسيما في التأكيد على التواصل المهم الذي ينبغي أن يكون بين الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم والمجتمع، في جوانبها المتعددة؛ الإيماني والنفسي والتربوي والأخلاقي والاجتماعي والأمني والعلمي، وغيرها من الجوانب مما يفعل رسالة جمعيات تحفيظ القرآن الكريم في خدمة المجتمع، ويعزز التصور الإيجابي في المجتمع عن جمعيات تحفيظ القرآن الكريم؛ والذي أصابه مؤخرًا بعض المساس، بسبب هجوم غير مبرر من بعض المتعجلين في أطروحاتهم، الذين لم يسلكوا السبل المثلى لمعالجة ما قد يعتقدونه خطأ.
ولعل من أهم وأبرز الأمور التي يُحتاج إليها من هذه الجمعيات، هو الإسهام في وقاية المجتمع وحمايته من الزلل والانحراف؛ سواء أكان في الشهوات والمعاصي، أو في الشبهات والانحرافات الفكرية، التي ما لم يعالجها أهل القرآن وحملته فإنها لا شك ستترسخ وتقوى ويصعب علاجها على غيرهم، وهذا يفرض ولا شك التواصل مع جميع شرائح المجتمع، بشكل جيد وفاعل، ليتحقق الخير المتوقع من هذه الجمعيات المباركة.
ولأجل ما سبق وغيره أحببت أن أدلي بدلوي مشاركًا في هذا الملتقى الخيّر ببحث بعنوان:
الواجب الدعوي على حملة القرآن الكريم من خلال قوله تعالى: ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ﴾ وأهم تطبيقاته المعاصرة في خدمة المجتمع.
ضمن المحور الثالث الذي جاء تحت عنوان: إسهام جمعيات تحفيظ القرآن الكريم في تنمية المجتمع (الواقع والمأمول).


الصفحة التالية
Icon