خامسًا: دعوة الناس عمومًا للمبادئ التي جاء بها القرآن ودعا إليها، والعلم حجة على صاحبه، يجب عليه أن يبلغه لغيره، وفي الحديث أن المسلم يُسأل يوم القيامة عن علمه ماذا عمل به، ففي الحديث عنه - ﷺ - أنه قال: (( لا تزول قدمَا عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل عن عمره فيما أفناه، وعن علمه ما فعل به، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن جسمه فيما أبلاه )) (١)، وعلم المرء بما جاء في كتاب الله جل وعلا؛ يوجب عليه القيام بواجب الدعوة إلى تطبيق الأوامر والنهي عن ما نهى الله عنه في كتابه، والحافظون لكتاب، العالمون بما جاء فيه؛ هم أولى الناس بخطاب القرآن في قوله تعالى: ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾، فعلى القول بأن الدعوة إلى الله والقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض كفاية، فحملة القرآن العالمون بما فيه هم أولى الناس بهذا الأمر والفرض، ومتى ما تنحى حملة القرآن الكريم عن التصدر لهذا الواجب؛ قيامًا به كما يجب سيتصدر له من ليس أهلاً مما سيورث الفساد العريض، إذ تصدر من ليس أهلاً؛ مجلبة للنزاع والشقاق، فمن لا يملك الأهلية فإنه يذهب ليصلح ويكون قد وقع في عين الفساد والإفساد.
كل ما سبق غيض من فيض مما يمكن لحملة القرآن أن يقوموا به في خدمة مجتمعهم، والحقيقة أن حملة القرآن الكريم هم الصفوة التي يجدر بها النهوض بمجتمعنا الإسلامية، ولن تحقق المجتمعات الإسلامية عزتها ومكانتها إلا بهم بعد توفيق الله وتسديده.
الخاتمة
وفيها أبرز النتائج والتوصيات:

(١) …سنن الدارمي، عبدالله الدارمي: (١/١٤٤) ح(٥٣٧) (ط١، ١٤٠٧هـ، دار الكتاب العربي، بيروت).


الصفحة التالية
Icon