قوله [هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ] (١) هم بنو النضير حين أجلاهم النبي ﷺ إلى خيبر من حصونهم المجاورة للمدينة، ثمّ أجلاهم إلى تيماء وأريحا من الشام، وهي أرض المحشر، وبنو النضير، وبنو قينقاع، وقريظة يهود، أصلهم من بني إسرائيل من ذرية هارون عليه السلام، لقوله ﷺ لصفية رضي الله عنها ( أبوك هارون / وعمك موسى، ١١ ب وبعلك محمد ) صلى الله وسلم عليهم، والسبب في دخولهم الحجاز أنّ العماليق كانوا يسكنون الحجاز، وكانوا يغيرون على بني إسرائيل بالشام، فغزاهم جيش من بني إسرائيل وقتلوهم، وملكوا منازلهم : يثرب والجحفة، واستوطنوها، ثمّ نزل عليهم الأوس والخزرج بعد سيل العرم من اليمن، وكانوا معهم إلى الإسلام، وذكر ذلك أبو الفرج الأصبهاني.
قوله [كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ] (٢) الآية، يعني عابد من بني إسرائيل، فتنه الشيطان حتى كفر، ثم خذله، يقال إنّ اسمه برصيصا، وأنّ الشيطان صرع بنت ملكهم، وأخبرهم أنّ شفاءها على يد الراهب، فجعلوها عنده، فأحبلها، ثم خشي الفضيحة فقتلها، فتمثّل له الشيطان وقال له : إنْ سجدت لي خلّصتك من هذا الأمر، فسجد له، فأخبر أهلها أنه أحبلها وقتلها، فقتلوه بها بعد أنْ قال له : إني بريء منك.

(١) الحشر ٢
(٢) الحشر ١٦


الصفحة التالية
Icon