- رضي الله عنه -، كما سيأتي في البيت الذي هو بعد هذا البيت.
قوله :(( وبعد فاعلم )) البيت، اعترض هذا البيت بوجهين :
أحدهما أن قوله :(( ثبت عن ذوي النهى والعلم )) ظاهره يقتضي أن الصحابة كلهم جمعوا القرآن في المصحف، مع أن الذي جمعه بعضهم لا كلهم، لأن الذي جمعه [هو] أبو بكر أولا، ثم عثمان(١)آخرا – رضي الله عنهما –.
أجيب عن هذا بأن قيل : كل واحد من الإمامين – رضي الله عنهما – ما جمعه حتى استشار فيه أصحاب رسول الله - ﷺ - فأشاروا له بأنه رأي رشيد وأمر سديد، فقد جمعوه كلهم في المعنى.
الاعتراض الثاني، قوله :(( أن أصل الرسم )) ظاهره يقتضي أن أصل الخط مطلقا خط القرآن، وخط الكلام إنما ثبت ذلك عن الصحابة - رضي الله عنهم -، وليس كذلك في الإجماع، لأن الخط ثابت قبل مبعث النبي - ﷺ - (٢)لأن الكتابة قديمة وليست بحادثة في زمان الصحابة - رضي الله عنهم -، لأن الناس يكتبون قبل النبي - عليه السلام -.
أجيب عن هذا بأن قيل : قوله :(( أصل الرسم )) يريد رسم القرآن لا غير ذلك، فالألف واللام في الرسم للعهد المتقدّم علما لا ذكرا، يدلّ عليه سياق الكلام، لأن الناظم لم يتعرض هاهنا إلا لرسم القرآن ولم يتعرض لغيره من رسم الكلام.
وهاهنا عشرة فروع، وهي :
انظر الإصابة، ٢ : ٤٦٢، رقم ٥٤٤٨، الطبقات الكبرى، ٣ : ٥٣ – ٧٢.
(٢) في جـ، ز :" عليه السلام ".