فجمع القرآن كله من صحائف متفرقات بين الأيدي، وجمعه في صحف مجتمعات في موضع واحد، ورتبه فيها كما هو مرتب في مصحف عثمان - رضي الله عنه -، فبقيت تلك الصحائف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم كانت عند عمر حتى توفاه الله ثم كانت عند حفصة(١)بنت عمر، حتى جمع منها القرآن في مصحف عثمان - رضي الله عنه -.
فتحصّل مما تقدّم : أن السبب الذي من أجله جمع أبو بكر القرآن هو مخافة ذهابه(٢)بذهاب قرّائه.
وقد بيّن هذا كله الحافظ أبو عمرو في كتاب المنبهة(٣)، فقال :
واستمعن قولي في المصاحف وما أنصّه عن الأسالف
من شأنها في زمن الصّدّيق والمرتضى عثمان ذي التوفيق
لما توفي رسول الله صلى عليه دائما الله
وولي الصّدّيق أمر الأمة من بعد ما جرت أمور جمّة
ارتدت العرب في البلدان وأعلنت بطاعة الشيطان
(١) هي أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب، رضي الله عنهما. قال الذهبي : تزوجها النبي - ﷺ - بعد
انقضاء عدتها من خنيس بن حذافة، أحد المهاجرين إلى الحبشة، رُوي لها في الصحيحين ٦٠ حديثا. ولدت بمكة
سنة ١٨ هـ، وتوفيت سنة ٤٥ هـ.
انظر : سير أعلام النبلاء، ٢ : ٢٢٧، شذرات الذهب، ١ : ٥٢، الأعلام، ٢ : ٢٦٤، ٢٦٥.
(٢) في جـ :" ذهاب القرآن ".
(٣) هو أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عمرو الداني الأموي القرطبي، المعروف في زمانه، الإمام العلامة،
وشيخ مشايخ المقرئين. وابتدأ يطلب العلم وهو في الرابعة عشر من عمره، رحل إلى مصر، ومكث فيها
سنة، ورحل إلى الأندلس، ثم رجع إلى قرطبة. له تآليف تزيد على المائة، من أشهرها :"التيسير
في القراءات السبع"، "المقنع في معرفة مرسوم مصاحف أهل الأمصار"، "المحكم في نقط المصحف" في
الضبط. عاش حياته كلها للقرآن الكريم متعلما ومعلما. توفي بمدينة دانية سنة ٤٤٤ هـ.
انظر : غاية النهاية لابن الجزري، ٢ : ٥٠٣، رقم ٢٠٩١، معرفة القراء، ٢٢٦ – ٢٢٨.
انقضاء عدتها من خنيس بن حذافة، أحد المهاجرين إلى الحبشة، رُوي لها في الصحيحين ٦٠ حديثا. ولدت بمكة
سنة ١٨ هـ، وتوفيت سنة ٤٥ هـ.
انظر : سير أعلام النبلاء، ٢ : ٢٢٧، شذرات الذهب، ١ : ٥٢، الأعلام، ٢ : ٢٦٤، ٢٦٥.
(٢) في جـ :" ذهاب القرآن ".
(٣) هو أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عمرو الداني الأموي القرطبي، المعروف في زمانه، الإمام العلامة،
وشيخ مشايخ المقرئين. وابتدأ يطلب العلم وهو في الرابعة عشر من عمره، رحل إلى مصر، ومكث فيها
سنة، ورحل إلى الأندلس، ثم رجع إلى قرطبة. له تآليف تزيد على المائة، من أشهرها :"التيسير
في القراءات السبع"، "المقنع في معرفة مرسوم مصاحف أهل الأمصار"، "المحكم في نقط المصحف" في
الضبط. عاش حياته كلها للقرآن الكريم متعلما ومعلما. توفي بمدينة دانية سنة ٤٤٤ هـ.
انظر : غاية النهاية لابن الجزري، ٢ : ٥٠٣، رقم ٢٠٩١، معرفة القراء، ٢٢٦ – ٢٢٨.