قوله :"أقاصيه"، يعني أقاصِيَه بفتح الياء فقدر الفتحة في الياء.
وقوله :(( ليقتدى الأنام )) هذا إشارة إلى السبب الذي من أجله جمع الإمام عثمان بن عفان القرآن، مجرّدا على حرف واحد، وبيان ذلك(١): أن السبب الذي من أجله جرّده عثمان على حرف واحد، هو كثرة الاختلاف الواقع بين الناس في القرآن في زمانه، حتى نسب بعضهم إلى بعض الكفر، ويقول بعضهم لبعض : قراءتي أولى من قراءتك، وظهرت بينهم في ذلك منازعة ومباغضة عظيمة، وذلك حين جيش حذيفة بن اليماني(٢) - رضي الله عنه - جيوش الشام والعراق عند فتح أرمينية وأذربيجان(٣)،

(١) انظر : في تاريخ القرآن وعلومه، لمحمد الدسوقي، ص ٦٠، ٦١، ط١، المنشأة العامة للنشر والتوزيع،
طرابلس، ليبيا، ١٩٨٣ م.
(٢) هو حذيفة بن حِسل اليماني بن جابر بن عمرو بن ربيعة العبسي، الغطفاني، يكني بأبي عبد الله، الصحابي
الجليل - رضي الله عنه -. شهد أحدا والخندق وما بعدهما. ووردت عنه الرواية في حروف القرآن. توفي سنة ٣٦ هـ.
انظر : الإصابة ١ : ٣١٧، رقم ١٦٤٧، غاية النهاية، ١ : ٢٠٣، رقم ٩٣٨، الأعلام، ٢ : ١٧١.
(٣) أرمينية وأذربيجان : منطقتان كانتا ببلاد فارس، بها عمارة كثيرة وعُمران، فتح المسلمون أرمينية في زمن
عثمان بن عفان سنة ٢٤ هـ، وفتحوا أذربيجان في زمن عمر بن الخطاب.
انظر معجم البلدان، ١ : ١٢٨، ١٢٩.


الصفحة التالية
Icon