متى اختلفتم في الكتابة فارفعوا خلافكم إليّ لا تضيعوا
وجردوا حرف قريش إني أثرته على اجتهاد مني
وهو الذي القرآن به نزلا فلا أرى عنه إذا أن يعدلا
فاجتمعوا وكتبوا الإمام(١)واجتهودا ونصحوا الأنام(٢)
ونسخوا من ذلك الإمام مصاحفا تبقى مع الأيام
ووجهوا بها إلى الآفاق فحصلت بالشام والعراق
وشققوا الصحف والمصاحفا بعد وما مرسومه قد خالفا
فارتفع الخلاف والتلاوة وزالت البغضاء والعداوة
من ذاك العصر إلى ذا العصر بكل قطر وبكل مصر
فهذه القصة في المصاحف كما رواها خالف عن سالف(٣)
قوله :(( وبعده جرده الإمام )) التجريد يقتضي المجرّد منه والمجرّد.
فالمجرّد : هو الحرف الذي كتب عليه عثمان - رضي الله عنه - القرآن.
والمجرّد منه : هو الستة الأحرف الباقية ؛ لأن القرآن نزل على سبعة أحرف.
والدليل على هذا : أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، قال : سمعت هشام بن حكيم(٤)يقرأ سورة الفرقان على خلاف ما أقرأُها عليه، فأتيت به إلى رسول الله - ﷺ - فقلت له يا رسول الله : إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على خلاف ما أقرأتنيها، فقال له - عليه السلام - : اقرأ، فقرأ كما سمعته، فقال - عليه السلام - : هكذا أنزلت، فقال لي : اقرأ فقرأت، فقال - عليه السلام - : هكذا أنزلت. (( إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه ))(٥)،

(١) في جـ، ز :" الإماما ".
(٢) في جـ، ز :" الأناما ".
(٣) انظر الأرجوزة المنبهة، ص ١١٠ – ١١٤.
(٤) هو هشام بن حكيم بن حزام بن خويلد القرشي، الأسدي، صحابي ابن صحابي، أسلم يوم فتح مكة، كان من
فضلاء الصحابة وخيارهم. توفي بعد ١٥ هـ.
انظر : الإصابة، ٣ : ٦٠٣، رقم ٨٩٦٣، الاستيعاب، ٣ : ٥٩٣.
(٥) أخرجه : البخاري في صحيحه، باب أنزل القرآن على سبعة أحرف، ١ : ١٩٠٩، حديث ٤٧٠٦،
ومسلم في صحيحه، باب بيان أن القرآن على سبعة أحرف، ١: ٥٦٠، حديث ٨١٨، والترمذي في سننه،

باب أنزل القرآن على سبعة أحرف، ٥ : ١٩٣، حديث ٢٩٤٣.



الصفحة التالية
Icon