وآخر ما نزل من القرآن، قوله [ تعالى](١): ﴿ وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ﴾(٢)، وقيل : قوله تعالى :﴿ يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَللَةِ ﴾(٣)إلى آخره، وقيل : قوله تعالى :﴿ لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ ﴾(٤).
السؤال السادس : هل ترتيب القرآن في المصحف كترتيبه في اللوح المحفوظ أم لا ؟، فاعلم أن ترتيبه في المصحف كترتيبه في اللوح المحفوظ.
السؤال السابع : لأي شيء أسقط عبد الله بن مسعود أم القرآن من مصحفه ؟ مع أنها من القرآن بإجماع، لثبوتها في مصحف عثمان.
فالجواب أن تقول : إنما أسقطها من مصحفه ؛ لأن العلّة التي من أجلها جمع القرآن في المصحف مأمونة على الفاتحة، [ وهي مخافة الشك والنسيان وهذه العلّة مأمونة على الفاتحة ](٥)؛ لأنها تثنى في كل صلاة، وتقرأ في كل ركعة، ولأنها واجبة على كل مكلّف، بخلاف غيرها من السور فلا تجب، لقوله تعالى :﴿ فَاقْرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْءَانِ ﴾(٦). ولأجل هذا قال أنس(٧)
(٢) سورة البقرة، الآية ٢٨٠.
(٣) سورة النساء، من ١٧٥.
(٤) سورة التوبة، من الآية ١٢٦. وزاد في ز :" إلى آخره ".
(٥) ما بين المعقوفين سقط من :" جـ ".
(٦) سورة المزمل، من الآية ٢٠.
(٧) هو أبو حمزة، أنس بن النضر، الأنصاري، الخزرجي، من فقهاء الصحابة، وأحد المكثرين من الحديث،
أقام في المدينة، ثم مكث بالبصرة إلى أن توفي سنة ٩٣ هـ.
انظر : الإصابة لابن حجر، ١ : ٧١، رقم ٢٧٧، الاستيعاب لابن عبد البر، ١ : ٧١.