أحدها : أن هذا الخبر غير صحيح ولا منقول عن عثمان - رضي الله عنه -، وقيل : أراد باللحن هاهنا المجاز، أي لحن في اعتقاد الجاهل بغير لغة قريش، وقيل : أراد باللحن هنا المجاز – أيضا – أي لحن في اعتقاد الجاهل بأحكام الخط، وذلك في الأحرف التي خالف خطها قراءتها، نحو قوله تعالى :﴿ لأَاْوْضَعُواْ ﴾(١)، و ﴿ لأَاْذْبَحَنَّهُ؟ ﴾(٢)، و ﴿ بِأَييِّكُمُ ﴾(٣)، و ﴿ بِأَيَيْدٍ ﴾(٤)، ﴿ وَلأُوْصَلِّبَنَّكُمْ ﴾(٥)، و ﴿ سَـ؟ُوْرِيكُمْ ﴾(٦)، وغير ذلك من الألفاظ التي زيد فيها الألفات، أو الواوات، أو الياءات(٧)؛ لأن هذه الألفاظ لو قرئت كما رسمت، لاختلّ المعنى.
وقد بيّن الشاطبي هذا في العقيلة(٨):
وَكُلُّ مَا فِيهِ مَشْهُورٌ بِسُنَّتِهِ وَلَمْ يُصِبْ مَنْ أَضَافَ الْوَهْمَ وَالْغِيَرَا
وَمَنْ رَوَى سَتُقِيمُ الْعُرْبُ أَلْسُنَهَا لَحْنًا بِهِ قَوْلَ عُثْمَانٍ فَمَا شُهِرَا
لَوْ صَحَّ لاَحْتَمَلَ الإِيمَاءَ فِي صُورٍ فِيهِ كَلَحْنِ حَدِيثٍ يَنْثُرُ الدُّرَرَا
(٢) في قوله تعالى :﴿..... أَوْ لأَاْذْبَحَنَّهُ؟ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَنٍ مُّبِينٍ ﴾، سورة النمل، من الآية ٢١.
(٣) في قوله تعالى :﴿.... بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ ﴾، سورة القلم، من الآية ٦.
(٤) في قوله تعالى :﴿ وَالسَّمَآءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيَيْدٍ.... ﴾، سورة الذاريات، من الآية ٤٧.
(٥) من الآية ٧٠ في طه، وفي الشعراء، من الآية ٤٩،
(٦) ١٠) في سورة الأعراف، من الآية ١٤٥، وسورة الأنبياء، من الآية ٣٧.
(٧) ١١) في جـ :" زيدت فيها الألفات أو الياءات، أو الواوات ".
(٨) ١٢) انظر تلخيص الفوائد، ص ٥ – ٧. وزاد في جـ :" فقال ".