وأصل اضطرب :"اضترب" بالتاء، ثم أبدلت التاء طاء، وعلّة هذا البدل هي التباعد الذي بين الضاد والتاء ؛ لأن الضاد حرف مطبق مستعل، والتاء حرف منفتح مستفل، فأبدلت التاء طاء، لأن الطاء يشارك التاء في المخرج والإهمال، و يشارك الضاد في الاستعلاء والإطباق(١)، ولأجل هذا أبدلت التاء طاء ليتجانس الكلام ويتشاكل.
قوله :(( وكان فيما قد رءا صواب )) يصح أن تكون (( كان )) تامة لا تحتاج إلى خبر، فهي بمعنى الوقوع والحصول، تقديره : ووقع وحصل الصواب فيما رآه، ويصح أن تكون ناقصة تحتاج إلى خبر، واسمها صواب، وخبرها فيما قد رءا، تقديره : وكان الصواب ثابتا أو مستقرا فيما قد رآه عثمان، وهذان التقديران صحيحان – أيضا – في قوله أول البيت :(( ولا يكون )).
الإعراب : قوله :(( ولا يكون )) تقدّم إعرابه بوجهين، وهما إما معطوف، وإما مستأنف، وفي معناه – [ أيضا ](٢)– وجهان : إما ناقصة، وإما تامة، قوله :(( بعده ))، إذا جعلنا (( يكون )) ناقصة، فالعامل في الظرف هو محذوف، تقديره : ولا يكون اضطراب ثابتا أو مستقرا بعده، وإذا جعلناها تامة، فالعامل في الظرف هو (( يكون )) بعينه، تقديره : ولا يقع أو لا يحصل بعده اضطراب، وقوله :(( وكان فيما قد رءا صواب )) تقدّم فيه إعرابان ومعنيان. ثم قال :
[١١] فَقِصَّةُ اخْتِلاَفِهِمْ شَهِيرَهْ **** كَقِصَّةِ الْيَمَامَةِ الْعَسِيرَهْ
محمد مكي الجريسي، تدقيق : أحمد علي حسن، مراجعة : الشيخ محمد علي الضباع، ص ٦٥، ٦٦، ط١
مكتبة الآداب، القاهرة، ٢٠٠١ م. المدخل والتمهيد في علم القراءات والتجويد، لعبد الفتاح إسماعيل
شلبي، ص ١٧١ – ١٧٤، ط٢، مكتبة وهبة، القاهرة، ١٩٩٩ م.
(٢) ساقطة من :" ز ".