قوله :(( منهن )) الضمير عائد على الآثار ؛ لأن الآثار جماعة غير عاقلة، والجماعة غير العاقلة يُضمر لها بالهاء والنون، وبالهاء والألف، فيقال : منهن أو منها، إلا أن المختار في اللغة التفصيل بين الكثرة والقلّة، فيقال : منها في الكثرة ومنهن(١)في القلة، ومنه قوله تعالى :﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَالِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ﴾(٢)، فقوله :﴿ مِنْهَا ﴾ يعني من الاثنى عشر، وقوله :﴿ فِيهِنَّ ﴾ يعني في الأربعة الحرم، ولا يضمر للجماعة غير العاقلة بالهاء والميم، ولا يضمر بالهاء والميم إلا للجماعة [من](٣)المذكّرين العاقلين.
وقوله :(( ما ورد )) (( ما ))، موصولة بمعنى الذي، تقديره : الحديث أو الأثر الذي ورد، ويصح أن تكون نكرة موصوفة، تقديره : منهن حديث أو أثر(٤).
وقوله :(( ورد )) أي جاء وأتى، تقول :"ورد كتاب الأمير" و"ورد كتاب فلان" و"ورد فلان علينا"، أي جاء وقدم، والأصل في الورود القدوم [والوصول](٥)على الماء خاصّة(٦)، ولكن يستعمل في غير الماء على جهة الاتساع والمجاز.

(١) في جـ :" هذا "، لعله يقصد بالإشارة منهن.
(٢) سورة التوبة، من الآية ٣٦.
(٣) ساقطة من :" جـ ".
(٤) في ز :" منهن الحديث أو الأثر ".
(٥) ساقطة من :" جـ ".
(٦) انظر لسان العرب، ٣ : ٤٥٧، " ورد ".


الصفحة التالية
Icon