قال أبو عبد الله القيسي(١)– رحمه الله – في كتابه المسمى بالميمونة مشيرا إلى الأقوال الثلاثة المذكورة :
فَالأَوَّلُ الَّذِي ابْتَدَأَ بِالنَّقْطِ الدُّؤَلِي ذُو الْحِجَا وَالْقِسْطِ
وَقِيلَ نَجْلُ يَعْمُرَ التَّقِيّ وَذَاكَ يَحْيَ الْعَالِمُ الذَّكِيّ
وَقِيلَ ذَاكَ نَصْرُ نَجْلُ عَاصِمِ طُوبَى لِذِي التَّقْوَى الذَّكِيّ الْعَالِمِ(٢)
السؤال الثالث : من الذي بدأ بتشكيل المصاحف(٣)المأخوذ من صور الحروف ؟
فالذي اخترع ذلك هو : الخليل بن أحمد - رضي الله عنه - وهو الذي وضع الهمز، والتشديد، والروم، والإشمام.
واشتهر ذلك في زمانه في سائر البلدان، وانتشر العمل به(٤)في كل عصر وأوان.
وإلى هذا أشار أبو عبد الله القيسي، فقال(٥):
وَاخْتَرَعَ الشَّكْلَ الَّذِي فِي الْكُتُبِ الزَّاهِدُ الْخَلِيلُ ثِقْ بِالمَغْرِبِ
وَهْوَ الَّذِي مِنْ صُوَرِ الْحُرُوفِ مَأْخُوذٌ أَسْرَعُوا إِلَى الْمَوْصُوفِ
كَذَا أَتَى عَنِ الإِمَامِ الأَوْحَدِ الْعَالِمُ الْعَلاَّمَةُ الْمُبَرَّدِ
وَالْهَمْزَ وَالشَّدَّ وَالإِشْمَامَ جَعَلْ وَالرَّومَ ذَا الْخَلِيلُ نِعْمَ مَا فَعَلْ
السؤال الرابع : هل يجوز جمع النقط والشكل في مصحف واحد أم لا ؟
فهو جائز، وقال أبو عبد الله القيسي(٦):
وَإِنْ جَعَلْتَ بَعْضَهُ مُدَوَّرًا(٧)وَبَعْضَهُ شَكْلاً فَلاَ ضَرَرَا
الميمونة الفريدة، لأبي عبد الله القيسي، ورقة ٢، مخطوط بالخزانة الحسنية، رقم "٤٥٥٨".
(٢) المصدر نفسه، ورقة ٢.
(٣) في جـ :" المصحف ".
(٤) في جـ :" به العمل ".
(٥) انظر الميمونة الفريدة، ورقة ٢، ٣.
(٦) المصدر نفسه، ورقة ٥.
(٧) الشكل المدوّر يسمى نقطا لكونه على صورة الإعجام الذي هو نقط بالسواد. انظر المحكم، ص ٢٢.