وسكن دانية إلى أن توفي بها - رضي الله عنه -. ودانية : هي مدينة عظيمة في بلاد الأندلس، أعادها الله إلى الإسلام بمنّه. فهذا بيان بلده ونسبه.
وأما تواليفه، فقال أبو بكر اللبيب(١)في شرح العقيلة : رأيت لأبي عمرو الداني مائة وعشرين تأليفا، [منها أحد عشر تأليفا](٢)في الرسم، أصغرها جرما كتاب المقنع"، قال :"وسمعت من يوثق به من أصحابنا : أن أبا عمرو الداني له مائة ونيف وثلاثون تأليفا في علم القرآن :[من قراءة](٣)، ورسم وضبط وتفسير، وغير ذلك(٤).
وأما ولادته : فقد ولد سنة [إحدى](٥)وسبعين وثلاث مائة، وعمره ثلاث وسبعون سنة، وأخذ عنه العلم خلق كثير، وناس عظيم، وكان عظيم البركة، مجاب الدعوة - رضي الله عنه - ونفعنا به بمنّه. وكان يقال : أبو عمرو الداني قارئ الأندلس، وأبو الوليد الباجي(٦)
(٢) ما بين المعقوفين سقط من :" جـ ".
(٣) ساقطة من :" جـ ".
(٤) انظر الدرة الصقيلة في شرح أبيات العقيلة، لأبي بكر اللبيب، تقديم وتحقيق عبد العلي زعلول، [ رسالة
علمية ]، ص ١٤٧، جامعة محمد الخامس، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، الرباط، ١٩٩١- ١٩٩٢ م.
(٥) ساقطة من :" جـ ".
(٦) هو سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب بن وارث، القاضي أبو الوليد الباجي، الفقيه المتكلم، الأديب الشاعر
ولد سنة ٤٠٣ هـ، وأخذ بالأندلس عن أبي الإصبغ، ومحمد بن إسماعيل، وغيرهم، ورحل مع أبيه إلى
الحجاز ومكث فيها ثلاثة أعوام مع أبي ذرّ، ثم رحل إلى بغداد والشام، ورجع إلى الأندلس، وانتهت إليه
رئاستها. من مؤلفاته :"الاستيفاء"، "المنتقى في شرح الموطأ"، "المهذّب في اختصار المدونة".
توفي سنة ٤٩٤ هـ.
انظر : الديباج المذهب، ١٩٧ – ٢٠٠، تاريخ قضاة الأندلس، ص ١٢٥، معجم الأدباء، ٣ : ٣٩٣.