وأما حاله : فهو رجل عالم بعلوم القرآن وغيره، وله تواليف كثيرة في القرآن وغيره، وأخذ عنه العلم ناس كثير وعدد عظيم، وهو قد أخذ العلم عن أبي عمرو الداني، وأبي عمر بن عبد البر، وعن أبي الوليد الباجي، وغيرهم من شيوخه، وكان رجلا فاضلا صالحا مجاب الدعوة، وكان - رضي الله عنه - [ يكتب في كل ليلة ](١)عشرين ورقة كبارا، ثم يقوم إلى حزبه من الليل، وكان حسن الخط جيد الضبط، وهو مشهور بالفضل والصلاح والعلم، - رضي الله عنه - ونفعنا به.
الإعراب : قوله :(( وذكر )) فعل ماض، (( الشيخ )) فاعل، (( أبو داود )) بدل، (( رسما )) مفعول، (( بتنزيل )) جار ومجرور، متعلق بـ (( ذكر ))، قوله :(( له )) جار ومجرور، متعلق بمحذوف صفة لتنزيل، تقديره : بتنزيل ثابت، (( له )) الضمير عائد على أبي داود، قوله :(( مزيدا )) نعت لقوله :(( رسما )). ثم قال :
[٢٥] فَجِئْتُ فِي ذَاكَ بِهَذَا الرَّجَز **** لَخّصْتُ مِنْهُنَّ بِلَفْظٍ مُوجَزِ
قوله :(( فجئت في ذاك الرجز(٢)) الإشارة عائدة على الرسم المذكور أولا، تقديره :[جئت](٣)وأتيت بهذا الرَّجز في الرسم المذكور، وهو رسم القرآن، أي في بيان رسم القرآن، ويحتمل أن تعود الإشارة في(٤): (( ذاك )) على ما في الكتب الثلاثة المذكورة، وهي : المقنع، والتنزيل، والعقيلة، [وتكون في بمعنى الباء](٥)ويكون الباء في قوله :(( بهذا )) بمعنى في، تقديره : جئت بذاك في هذا الرجز(٦)، أي في هذا الكتاب، ولكن هذا التأويل بعيد ؛ لأنه يكون تكرار لقوله بعد :(( وكل ما قد ذكروه أذكر )) البيت.

(١) ساقطة من :" جـ ".
(٢) في جـ، ز :" بهذا الرَّجز "، وهو الصواب، بناء على البيت الذي قبله.
(٣) ساقطة من :" جـ ".
(٤) زاد في جـ :" قوله " بعد في.
(٥) ١٠) ما بين المعقوفين سقط من :" جـ ".
(٦) زاد في جـ :" أي أتيت بما في تلك الكتب بهذا الرجز".


الصفحة التالية
Icon