أجاب بعضهم بأن قال : هذا جارٍ على اللغة القليلة القائلة بجواز حذف هذا الضمير من غير شرط، ومنه قوله تعالى :﴿ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ ﴾(١)، لأن تقديره : بما تؤمر به، وقال : قوله تعالى – أيضا – :﴿ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ﴾(٢)، لأن تقديره : ما كان لهم الخيرة فيه، ولكن هذا الجواب لا نسلّمه، فنقول في قوله تعالى :﴿ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ ﴾ ما مصدرية، تقديره : فاصدع بأمرنا، ونقول في قوله تعالى :﴿ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ﴾ ((ما)) نافية لا موصولة. فإعراب الآيتين بما هو مشهور أولى من أعرابهما بما هو شاذ، وهكذا نقول – أيضا – في إعراب هذا البيت.
(١) سورة الحجر، من الآية ٩٤.
(٢) سورة القصص، من الآية ٦٨.
(٢) سورة القصص، من الآية ٦٨.